بسم الله الرحمن الرحيم
من كورس سيكولوجية العواطف
Psychology of emotions
الابتزاز العاطفي Emotional Blackmail
بعد التطرق الى نظرية التعلق Attachment Theory في المقالة السابقة، يمكننا بكل بساطة فهم الابتزاز العاطفي و اثاره و اسبابه و من ثم كيفية حماية انفسنا منه او التوقف عن ممارسته، في نهاية هذه المقالة يوجد كتاب مختص بالإبتزاز العاطفي للدكتورة سوزان فورورد، انصحكم بقراءته بشدة، حيث ان المقالة لن تغطي كل الجوانب المتعلقة بهذه المسألة.
(طبعآ المحور دا اخد زمن كتير في الكورس مننا، لخطورة الابتزاز العاطفي على الكبير و الصغير و لتعقيداتوا العاطفية و النفسية)
الابتزاز العاطفي هو أسلوب تلاعب يُستخدم في العلاقات الشخصية و المهنية حيث يستغل أحد الأطراف مشاعر الطرف الآخر، أو نقاط ضعفه، أو مخاوفه لتحقيق أهدافه أو للحفاظ على السيطرة. غالبآ ما يتضمن إثارة مشاعر الذنب أو الخوف أو الالتزام لإجبار الطرف الآخر على الامتثال للمطالب أو التوقعات. يمكن أن يكون الابتزاز العاطفي خفيآ أو واضحآ، وقد يحدث في أي نوع من العلاقات، بما في ذلك العلاقات الرومانسية، الصداقات، العلاقات الأسرية، والتفاعلات في مكان العمل.
⬅️ الخصائص الرئيسية للابتزاز العاطفي :
1- التلاعب بالمشاعر :
يقوم الشخص المبتز باستغلال مشاعر مثل الذنب، أو الخوف، أو الحب، أو الالتزام للتلاعب بالضحية وجعلها تفعل شيئآ لم تكن لتفعله بمحض إرادتها.
2- استغلال نقاط الضعف :
يستغل الشخص المبتز انعدام الأمان أو نقاط ضعف الضحية أو تعلقها بالعلاقة لتحقيق غايته.
3- اختلال توازن القوة :
غالبآ ما يكون هناك ديناميكية قوة حيث يمارس الشخص المبتز السيطرة على الضحية، سواء عاطفيآ، أو اجتماعيآ، أو ماليآ.
4- التهديدات والعواقب :
يتضمن الابتزاز العاطفي غالبآ تهديدات صريحة أو ضمنية، مثل سحب المحبة، أو إنهاء العلاقة، أو إيذاء النفس أو الآخرين.
(الخصائص دي هي البتوضح ليك، انوا انت ضحية للإبتزاز العاطفي او لا، لو ركزنا فيها بنلقى أنفسنا قاعدين نمارسها على الاخرين او بيتم ممارستها علينا، في ناس بتستخدم الابتزاز العاطفي بدون وعي منها، و في ناس بوعي كامل منها و بقوا محترفين فيهو)
⬅️ المراحل الست للابتزاز العاطفي :
(الناس البتمارس الابتزاز العاطفي بوعي كامل منها عشان يستغلوك بنفذوا الخطوات الست دي بالترتيب و بمهارة عالية لدرجة انك قد ما تلاحظ كدة)
كما وصفتها المعالجة النفسية سوزان فوروارد في كتابها "الابتزاز العاطفي: عندما يستخدم الأشخاص في حياتك الخوف والالتزام والذنب لتتلاعب بك". تتبع العملية عادة ست مراحل :
1- المطلب :
يقوم المبتز بطرح طلب، وقد يتراوح من طلب بسيط إلى تضحية كبيرة.
2- المقاومة :
تظهر الضحية ترددآ أو ترفض الامتثال للطلب، مما يؤدي إلى تفعيل أساليب التلاعب. (يعنى ترددك و رفضك مطلوب اساسآ عشان يتم ابتزازك عاطفيآ، و النقطة دي مهمة شديد خصوصآ للبنات لأنوا التردد و الرفض بيخلي الطرف الاخر يفعل الاساليب البقدر يتلاعب بيها عاطفيآ عليهم).
3- الضغط :
يزيد المبتز الضغط من خلال النداءات العاطفية، أو إثارة الشعور بالذنب، أو التهديدات.
4- التهديد :
يتم تقديم تهديد صريح أو ضمني لإثارة الخوف أو الذنب لدى الضحية. مثل: "إذا كنت تحبني حقآ، فستفعل ذلك" أو "سأؤذي نفسي إذا تركتني."
(انا عايز اضيف هنا بعض العبارات قاصد بيها امهاتنا و اباءنا، مثلا عبارة "لو ما عملت كذا ما حا اكون راضية عنك او ما اعفي ليك" "انا امك الولدتك و الجابتك" "انا ابوك.." ... الخ، كلها تعتبر تهديد للطفل و عندها اثار كبيرة بالذات لو اتقالت للابناء و هم كبار، صاح قد تكونوا في النهاية اتحصلتوا على الحاجة العايزنها لكن كدة بتخلقوا انسان سهل يتم ابتزازوا من المجتمع و استغلالوا و الغريب يجي الوالد او الام لم ولدهم او بتهم يعملوا حاجة غلط عشان شخص اخر طلب منهم كدا، يلوموهم على انهم كيف يسمعوا كلاموا، عبارات بسيطة ممكن تغير كل شىئ، مثلآ قولوا ليهم "حا مكون مبسوطين شديد او راضين عنكم لو عملتوا كذا كذا او لو ما عملتوا كذا كذا، مثلآ استخدموا اسلوب الفخر بيهم بس بدون تفاضل و مقارنة و الرضى عليهم، مرة كنت قاعد في بيت دكتور كبير، بدرس ليهو اولادوا، سمعت منو جملة عجبتني شديد و هو بتكلم مع بتوا و هي ماشية الجامعة في الصالة، قال ليها "انت بت "ذكر اسموا" و بتي بتأثر في المجتمع ايجابي و المجتمع ما بقدر بأثر عليها، و الدليل عبايتك الحلوة السوداء اللابساها دي"، شوفوا اثر الجملة دي ممكن يكون كيف عليها).
5- الامتثال :
تستسلم الضحية، المثقلة بالضغط العاطفي، للمطلب لتجنب العواقب أو للحفاظ على السلام.
6- التكرار :
يصبح هذا النمط متكررآ، مما يعزز سيطرة المبتز و يجعل من الصعب على الضحية كسر هذه الدورة.
⬅️ أساليب الابتزاز العاطفي الشائعة :
إثارة الشعور بالذنب :
يستخدم المبتز عبارات مثل : "بعد كل ما فعلته من أجلك، لا يمكنك فعل هذا من أجلي؟" لجعل الضحية تشعر بالذنب.
إثارة الخوف :
يتم جعل الضحية تخشى العواقب السلبية، مثل إنهاء العلاقة، أو الإحراج العلني، أو إيذاء شخص ما.
التجاهل والصمت :
يتجنب المبتز التواصل أو يُظهر برودآ عاطفيآ لإجبار الضحية على الامتثال.
المبالغة في النتائج :
المبالغة في عواقب رفض الضحية، مثل التهديد بإيذاء النفس أو الادعاء بأن العواقب ستكون كارثية.
التلاعب بالعقل (Gaslighting) :
يجعل المبتز الضحية تشكك في واقعها أو مشاعرها أو معتقداتها.
استدعاء الالتزام :
استخدام عبارات مثل : "أنت مدين لي بذلك" أو "هذا واجبك" للتلاعب بالضحية. (طبعآ الاسلوب دا شائع عند الزوجات، بمارسوهوا على الازواج بصورة ما طبيعية)
⬅️ التأثير النفسي للابتزاز العاطفي :
(انا عايزكم في الفقرة دي تتأنوا و تعاينوا حوليكم، داخل بيوتكم او حيكم او البيئة المحيطة بيكم، او بيئة العمل و شوفوا كمية الناس المدمرة نفسيآ بسبب الابتزاز العاطفي)
1- تآكل احترام الذات :
يشعر الضحايا في كثير من الأحيان بعدم الجدارة أو عدم القدرة على الدفاع عن أنفسهم بعد التعرض المطول للابتزاز العاطفي. (قبيل قلت مثال للاباء ممارسة الابتزاز العاطفي على اولادكم بخليهم يخضعوا بسهولة للمجتمع الخارجي)
2- القلق و التوتر :
يمكن أن يؤدي التلاعب المستمر والضغط إلى القلق المزمن أو التوتر أو حتى الاكتئاب.
3- فقدان الاستقلالية :
قد يجد الضحايا صعوبة متزايدة في اتخاذ قرارات مستقلة أو التعبير عن مشاعرهم الحقيقية. (دي مشكلة شائعة عند الاولاد و الرجال)
4- الاعتمادية المشتركة :
يمكن أن يعزز الابتزاز العاطفي الاعتماد غير الصحي، حيث يشعر الضحية بأنه محاصر و غير قادر على ترك العلاقة. (البنات فاهمين النقطة دي كويس)
5- الشعور بالذنب و الخجل :
قد يشعر الضحايا بالذنب و الخجل للامتثال للمطالب، حتى لو شعروا أنهم لم يكن لديهم خيار آخر.
⬅️ الابتزاز العاطفي في سياقات مختلفة :
1. العلاقات الرومانسية :
الديناميكيات الشائعة :
التهديد بإنهاء العلاقة ما لم تُلبَّى مطالب محددة.
حجب الحب أو العاطفة كعقوبة على عدم الامتثال.
المبالغة في التضحيات الشخصية لإثارة شعور الشريك بالذنب.
2. العلاقات الأسرية :
أمثلة :
قد يبتز أحد الوالدين طفله قائلآ : "بعد كل ما فعلته من أجلك، هكذا ترد الجميل؟"
قد يتلاعب الأشقاء ببعضهم البعض باستخدام الالتزامات العائلية : "إذا لم تساعدني، فأنت تخذل العائلة بأكملها."
3. العلاقات في مكان العمل :
أمثلة :
قد يلمح المدير إلى عدم استقرار الوظيفة لإجبار الموظفين على العمل الإضافي : "إذا كنت لا تستطيع التعامل مع هذا المشروع، فقد نحتاج إلى إعادة تقييم منصبك."
قد يستخدم الزملاء الشعور بالذنب أو الضغط الجماعي لنقل المهام : "الجميع قام بواجبه بالفعل—لماذا لم تفعل ذلك؟"
⬅️ علاقة الابتزاز العاطفي بأنماط التعلق :
تحدثنا في المقالة السابقة عن نظرية التعلق و انماط التعلق، تتفاوت آثار الابتزاز العاطفي من نمط لآخر و بالتالي فهمنا لأنماط التعلق يساعدنا على التعامل مع هذه المشكلة حيث توفر نظرية التعلق إطارآ لفهم الديناميكيات العاطفية التي تقف وراء سلوكيات مثل الابتزاز العاطفي. تشرح كيف تؤثر أنماط التعلق التي تتشكل في الطفولة على علاقاتنا في الكبر، بما في ذلك كيفية التعامل مع العلاقات الحميمية، والصراعات، و التلاعب. ينشأ الابتزاز العاطفي غالبآ في العلاقات التي تتسم بأنماط تعلق غير آمنة، حيث يكافح أحد الطرفين أو كلاهما مع مخاوف الهجر أو الرفض أو فقدان السيطرة. (انصحك ترجع للمقالة السابقة عشان تقدر تفهم النقاط التالية).
🔲 أنماط التعلق و دورها في الابتزاز العاطفي :
🔹1- التعلق الآمن :
الأفراد الذين يتمتعون بنمط تعلق آمن أقل عرضة لاستخدام أو الوقوع ضحية للابتزاز العاطفي حيث يميلون إلى التواصل بصراحة، واحترام الحدود، و الثقة في التزام الطرف الآخر.
مثال: في حالة الصراعات، يعالجون القضايا مباشرة بدلآ من اللجوء إلى الأساليب التلاعبية.
🔹2- التعلق القلق :
الأفراد الذين لديهم تعلق قلق أكثر عرضة لاستخدام الابتزاز العاطفي كوسيلة للحصول على الطمأنينة و الحفاظ على القرب. قد يستخدمون مشاعر الذنب أو الخوف أو الالتزام لمنع التهديدات المتصورة بالهجر.
مثال: قد يقول الشريك: "إذا كنت تحبني حقآ، فلن تحتاج إلى قضاء كل هذا الوقت مع أصدقائك."
🔹3- التعلق التجنبي :
قد يستخدم الأفراد ذوو نمط التعلق التجنبي الابتزاز العاطفي للحفاظ على المسافة العاطفية أو السيطرة على العلاقة. يخافون من التعرض للضعف، و قد يلجؤون إلى التلاعب لحماية أنفسهم من الإفراط في الانكشاف العاطفي.
مثال : قد يهدد الشريك بالابتعاد أو سحب العاطفة كوسيلة للهيمنة على العلاقة.
🔹4- التعلق المضطرب :
الأفراد الذين لديهم هذا النمط يظهرون مزيجآ من السلوكيات القلقة و التجنبية، مما يجعلهم أكثر تقلبآ، قد يكون الابتزاز العاطفي وسيلة للتعامل مع صراعاتهم الداخلية و علاقاتهم الخارجية.
مثال: قد يتأرجحون بين التعبير عن حاجة شديدة للطرف الآخر و تهديده لدفعه بعيدآ.
🔲آليات الابتزاز العاطفي من منظور نظرية التعلق :
1- الخوف من الهجر :
ينشأ الابتزاز العاطفي غالبآ من خوف عميق من الهجر، خاصة لدى الأفراد الذين لديهم أنماط تعلق قلقة أو مضطربة. قد يستخدم هؤلاء الأشخاص أساليب مثل إثارة مشاعر الذنب أو تقديم تهديدات لضمان بقاء الطرف الآخر.
2- ديناميكيات السيطرة والقوة :
قد يستخدم الأفراد التجنبيون الابتزاز العاطفي كوسيلة للسيطرة على ديناميكيات العلاقة، و ضمان بقائهم في موقع القوة العاطفية.
3- صعوبة في التعبير عن الاحتياجات :
يفتقر الكثير من الأشخاص الذين يلجؤون إلى الابتزاز العاطفي إلى الأدوات أو الثقة للتعبير عن احتياجاتهم بشكل مباشر. هذا غالبآ ما ينشأ من قضايا متعلقة بالتعلق، حيث لم يتم تشجيع أو نمذجة التواصل المفتوح خلال الطفولة.
4- الصدمة و عدم الاستقرار العاطفي :
الأفراد الذين لديهم نمط تعلق مضطرب غالبآ ما يأتون من خلفيات مليئة بالصدمات، و قد يلجؤون إلى الابتزاز العاطفي كآلية للتأقلم مع الفوضى الداخلية و الحفاظ على بعض السيطرة في علاقاتهم.
⬅️ كيف يعكس الابتزاز العاطفي أنماط التعلق ؟
1- المبتزون القلقون :
قد يستخدمون أساليب تلاعبية لجعل الطرف الآخر أقرب و للحصول على الطمأنينة.
مثال: "إذا تركتني، لا أعرف ما الذي قد أفعله بنفسي."
2- المبتزون التجنبيون :
قد يسحبون العاطفة أو يهددون بالانفصال لتجنب التعرض للضعف أو الحفاظ على السيطرة.
مثال: "إذا لم تستطع تلبية توقعاتي، ربما يجب ألا نبقى معًا."
3- ضحايا الابتزاز العاطفي :
الأفراد ذوو التعلق الآمن أكثر قدرة على التعرف على الابتزاز العاطفي و مقاومته، و الضحايا الذين لديهم نمط تعلق قلق قد يمتثلون لأساليب التلاعب خوفآ من فقدان العلاقة، اما الضحايا الضحايا التجنبيون قد يتحملون الابتزاز، لكنهم ينسحبون عاطفيآ مما يزيد من توتر العلاقة.
⬅️ كسر دائرة الابتزاز العاطفي :
1- بناء الوعي
فهم نمط التعلق الشخصي يمكن أن يلقي الضوء على سبب الانخراط في الابتزاز العاطفي أو تحمله.
2- تحسين التواصل
تعلم التعبير عن الاحتياجات و المخاوف بشكل مباشر و بنّاء يقلل من احتمالية اللجوء إلى أساليب التلاعب.
3- التدخل العلاجي
العلاج، خاصة الذي يركز على نهج قائم على التعلق، يمكن أن يساعد الأفراد على التخلص من الأنماط غير الصحية.
بالنسبة للمبتزين : يمكن للعلاج معالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمان و تطوير استراتيجيات صحية للحفاظ على العلاقات.
بالنسبة للضحايا : يمكن أن يساعد العلاج في بناء تقدير الذات، و وضع الحدود، والتعرف على التلاعب.
4- تعزيز التعلق الآمن
تطوير سمات التعلق الآمن، مثل الثقة، و التنظيم العاطفي، و حل النزاعات بشكل فعال، يمكن أن يخلق ديناميكيات علاقات أكثر صحة.
🔲 بالتالي يجب أخذ النقاط التالية بصورة جادة :
🔹 التعرف على النمط :
فهم أساليب التلاعب و تحديدها هو الخطوة الأولى للتغيير.
🔹 وضع الحدود :
تحديد بوضوح ما هو السلوك المقبول و غير المقبول. تساعد الحدود الصارمة في إحباط محاولات التلاعب.
🔹 التواصل بحزم :
استخدام عبارات "أنا" للتعبير عن المشاعر و وضع الحدود، مثل : "أشعر بعدم الارتياح عندما تفعل ذلك، و أحتاج إلى أن يتوقف."
🔹وطلب الدعم :
التحدث مع الأصدقاء أو العائلة الموثوق بهم أو معالج نفسي لاكتساب منظور و قوة عاطفية.
🔹 تجنب التصعيد :
تجنب ردود الأفعال المتسرعة تجاه التهديدات أو استثارة الشعور بالذنب. خذ وقتآ لتقييم الموقف بعقلانية.
🔹 اللجوء للمساعدة المهنية :
إذا كان الموقف يتضمن تلاعبآ عاطفيآ عميقآ أو علاقة مستمرة، يمكن أن يكون العلاج النفسي ضروريآ لبناء المرونة و كسر الدورة.
⬅️ الخاتمة :
الابتزاز العاطفي هو شكل ضار من أشكال التلاعب يقوض الثقة و الاحترام و المساواة في العلاقات. التعرف على علاماته و فهم أسسه النفسية أمر ضروري لكسر الدورة و تعزيز التفاعلات الصحية. يمكن أن يستفيد كل من الضحايا و الجناة من زيادة الوعي الذاتي و التوجيه المهني لإنشاء علاقات أكثر توازنآ و أصالة.
تنزيل كتاب الإبتزاز العاطفي للدكتورة سوزان :
إرسال تعليق