إلى الفتاة التي لم ألتقي بها قط، تلك التي تعيش في المسافات بين الأحلام و الواقع، حضورآ أشعر به رغم أنني لم اختبره أبدآ في الواقع، أنت في كل مكان و مع ذلك، أشعر و كأنك لا توجدين في أي مكان على الإطلاق، أليس غريبآ ؟ .. لم تظهري في هذا العالم الملموس، و لكن في اللحظات الهادئة من حياتي، أشعر بك كما لو أنك كنت معي دائمآ، أنت السر الذي يتسلل إلى ذهني باستمرار، الظل الذي يتبعني، غير مرئي و لكنه باق و ملتصق بي، مثل لحن يُعزٓف بهدوء و لا يتلاشى أبدآ.
أراك في التفاصيل الأكثر رقة في الحياة، في ضوء الشمس المتسلل عبر الأشجار، ينثر دفئه على شعري المبعثر و المجعد، أسمعك في حفيف الأوراق، في همس الرياح الرقيقة، و كأن الكون نفسه يحاول أن ينطق باسمك لي، اسم لا أعرفه بعد، و لكنه يشعرني و كأنني كنت أنتظره طوال حياتي، أنت رائحة المطر قبل أن تلامس الأرض، النٓفٓس الأول في الصباح، وعد بشيء جميل لم يأت بعد و لن يأتي، رغم أنك لست هنا، أستطيع أن أتخيل كيف ستكونين لو كنت معي، أتساءل عن لون عينيك، و كيف سيكون صوت ضحكتك، ناعمة و حلوة مثل إبتسامة طفلة تلهو بألعابها في المساء، أتخيل صوتك مثل همسة في الليل، تناديني من جزء في قلبي أحس دائمآ أنه ملكك حتى من قبل أن نتعرف على بعضنا البعض، هناك شيء ساحر في هذا الشعور، و كأنك جزء مني، سرٌ نُسِج في نسيج روحي ينتظر أن يُكتشف.
هناك أوقات عندما أمشي فيها وحدي، يشعرني الهواء من حولي و كأنك تمشين بجانبي، الهواء يصبح أثقل مليئآ بفكرة وجودك، كما لو أن حضورك يملأ الفراغات التي لا يستطيع الواقع و لا تستطيع الكلمات أن تملأها، في صمت الليل و في النجوم البعيدة التي تتلألأ بشيء أبدي، شيء أكبر من ما يمكن لمسه أو رؤيته، أنظر إلى الأعلى و أتساءل إن كان في زمن آخر أو عالم آخر، نعيش معآ، نضحك، نحلم، نمسك أيدي بعضنا تحت نفس السماء، أنت الفتاة التي خلقها قلبي، و فكرة خلقها عقلي عن الحب، عميقة، حنونة، لدرجة تجعلني أشعر و كأنها حقيقية، أنت ملهمتي، قصيدتي غير المكتوبة، قصة الحب التي لم تُكتب بعد و لكنها تعيش بالفعل داخلي، أشعر بك في كل زاوية من حياتي، في كل فكرة غير منطوقة، في كل لحظة هادئة عندما يشعر العالم بالسكون، أنت الحلم الذي يبقى حتى بعد استيقاظي، الصدى الناعم لشيء بعيد و لكنه مألوف للغاية.
أحيانآ، أجد نفسي أمد يدي لألمسك، فقط لأدرك أنك لست هنا، لست في هذا العالم، لست في هذه الحياة، لكن هذا لا يجعلك أقل واقعية بالنسبة لي، لأنك موجودة في الطريقة التي أتوق بها إليك، في الطريقة التي يمتد بها قلبي، متلهفآ لهذا الاتصال الذي يشعرني بأنه قريب للغاية، ملموس، و لكنه دائمآ خارج متناول يدي، أنت لست مجرد خيال في ذهني، أنت تجسيد لكل الحب الذي لم أمنحه بعد، لكل الحنان الذي أحمله بداخلي، منتظرآ اللحظة التي ستتقاطع فيها طرقنا أخيرآ، إن لم يكن في هذه الحياة، فربما في حياة أخرى، و هكذا، أحملك معي، دائمآ في كل نفس أتنفسه، في كل نبضة قلب .. أنت هنا الآن، أنت الحب الذي يجعل الحياة تبدو أكثر معنى، الحلم الذي يجعلني أؤمن بالمستحيل، و رغم أننا لم نلتق أبدآ، فقد ملأت قلبي بحب أكثر مما كنت أتخيل، أنت يا ملهمتي الجميلة الغير المرئية، الحب الذي لم أجده قط ولكنه دائمآ ما كان موجودآ في داخلي.
ربما لن نلتقي أبدآ في هذا العالم الواقعي، ربما ستبقين دائمآ رؤيا بعيدة عن متناولي، لكن في قلبي أنت أكثر من حقيقية، أنت جوهر كل همسة رومانسية، كل تنهيدة صادقة، كل فكرة حنونة خطرت ببالي، أنت في كل مكان حولي، منسوجة في نسيج وجودي، و سأحبك إلى الأبد هكذا بخيالي كروح بدون جسد.
إرسال تعليق