الناس تظن أنني طيب جدآ، و ذلك لأنني لا أكلفهم أكثر من طاقتهم، يجدونني دومآ حين يحتاجونني من دون طلب منهم، لا أقيدهم عاطفيآ، و لا أتعدى على حرياتهم و إختياراتهم و أحلامهم، و ان وجدتهم أنانيون في تعاملهم و رحيلهم، مستغلون في علاقاتهم، مستنكرون كل جميل قُدم إليهم، لا أسيئ لهم و لا أكرههم و لا أحقد عليهم، فيغادرونني بسلام او أغادرهم بسلام.
الحقيقة هي انني سيئ جدآ اتجاه الناس، افعل كل ذلك لأنني على ايمان راسخ، ان الكل سوف يغادر، الآن او غدآ او مستقبلآ، يغادرون لأنهم دومآ يعتقدون انهم سوف يجدون خيارات أفضل، أشخاص أفضل، آخرون قادرون على منحهم ما لا يمكنك ان تمنحهم إياه، و احيانآ يغادرون لأنك ببساطة جيد أكثر من اللازم، أفعل ذلك لأنني على يقين انهم سوف يندمون حين يغادرونني، و سيكتشفون ان الناس دومآ يغادرون، حينها اشعر بمتعة كبيرة حين ارى نظرات الندم على وجوههم، محاولاتهم المتكررة للرجوع، خيبات آمالهم في ان أتجاوز و امنحهم فرصة ثانية، و الامر لا يتوقف على إحساسي بتلك المتعة فقط، بل أجعل دواخلهم في حالة من الفوضى، حيث يجدونني كما انا مبتسمآ، مقدمآ يد العون، داعمآ لهم كما كانوا، و كأنهم لم يغادرو و كأن كل شئ لا يزال كما هو، و لكنهم يعلمون جيدآ انهم خسروا بالفعل مكانتهم، و انهم مثل الغرباء او أكثر.
إرسال تعليق