قبل سبع سنوات إلتقيت بها صدفة برفقة أحد أصدقاءها الذي كان مقربآ مني في ذلك الوقت في تقاطع المؤسسة، كانت مولعة به لأنه كان من الأثرياء و كانت وقتها تشعر بالحرج من لقائي بهما، كانت تحب الأزياء و الموضة و تحترم الناس على قدر ما يملكون من اموال، او على قدر ما يستطيعون من انفاق حين يلتقون بها، مرت الأيام و تزوج صديقي بفتاة من نفس الطبقة الاجتماعية، و ألتقيت بها مرة أخرى صدفة في حفل زفافه، و مرة اخرى كانت تشعر بالحرج من لقائي بها، لكنها في ذات الوقت لم تتوقع ان يفرح صديقي كثيرآ عند رؤيته لي في حفل الزفاف، كانت تعتقد ان علاقتي به علاقة ضبابية مبنية على المادة، او اظنها كانت تعتقد ان صديقي سوف يشعر بالحرج مني مثلها.
لم ألتقي بها مرة اخرى الا بعد سنين، و ذلك حين كنت وقتها أستاذآ بأحد المعاهد، أجبرتها ظروف العمل على ما اعتقد لتعلم اللغة الإنجليزية، و في اول يوم لها كطالبة تفاجأت بأنني أستاذها، قرأت في نظراتها عدم الإرتياح لكوني أستاذها، في اليوم التالي غيرت فصلها الدراسي لتصبح طالبة عند أستاذ آخر، كان من الاشخاص الذين يهتمون بمظهرهم، يرتدي أجمل الثياب و يضع على جسده احلى العطور، و كان مهتمآ برياضة بناء الأجسام، خلال ايام تقريبآ رأيتهما يخرجان معآ كثيرآ، و في احد الأيام سمعتها صدفة تتحدث عني، عرفت وقتها احساسها بالحرج مني، الامر و ما فيه هو مظهري البسيط، عدم إمتلاكي لسيارة، أضف الى ذلك أنني لا أبدي اي ردات فعل قوية إتجاه فتاة جميلة، سمعتها أيضآ تقول له "هو اصلآ قادر يعز نفسه عشان يعز ليهو بت".
إلتقيت بها قبل أيام في إحدى المؤسسات التي وقعت معي عقد عمل بطلب خاص منها، كنت قد تأخرت عن إجتماع يناقش رواتب الموظفين في العام الجديد و أهداف المؤسسة للملتحقين الجدد، كانت وقتها تخاطب الإدارة برفع الرواتب تناسبآ مع الوضع الإقتصادي الراهن، جلست بهدوء حتى لا أقاطع حديثها، أما هي قد شعرت بالتوتر حين رأتني فما كان منها سوى الجلوس دون ان تكمل حديثها، لم أتحدث في ذلك الاجتماع مطلقآ و كأن الامر لا يعنيني،و لم يدر بيننا اي حديث بعد انتهاء الاجتماع، في اليوم التالي شعرت بأنها تنظر الي بمستوى اقل منها، لإعتقادها بأنها في وضع افضل يخولها لفعل ذلك، لأنها موظفة قديمة لدى هذه المؤسسة و انا من الملتحقين الجدد طبعآ، ما هي إلا دقائق حتى اكتشفت أنني رئيسها في العمل، و لم تتقبل حقيقة أنني اتقاضى أجرآ أضعاف ما تحصل عليه، حيث كان الامر واضحآ في نظرات عينيها، و الان كل يوم اذهب فيه للعمل، اراها تهتم كثيرآ بإظهار جمالها الجسدي لي، لا سيما و انها اصلا تحب الازياء و الموضة، و الغريب أنني لا زلت ارتدي الملابس البسيطة، و لا اهتم بمظهري و لا اضع افخم العطور و لا اقود سيارة.
إرسال تعليق