اليوم أكملت معك ثلاث سنوات كاملة، تذكرت نظرتي الأولى لك، ابتسامتي الأولى معك، و سذاجتي كذلك، قرأت كل الخواطر التي كتبتها فيك، و كم شدني انني في كل خاطرة اقرأها اكتشف تطورآ عجيبآ في مشاعري اتجاهك، لقد مضى وقت طويل و كتبت عنك كثيرآ، شاركتك القليل و احتفظت بالكثير داخل قلبي، و اعرف ان الامر قد يثقل صدرك و قد يعصف بقلبك، لن اطيل الكلام و لكنني اريد أن اعترف لك انني لم اكن قويآ بما فيه الكفاية لأبتعد عنك رغم امتلاكي لكل اسباب الرحيل، و في ذات الوقت كنت سيئآ جدآ في التقرب منك، أدرك هذا بوضوح الان عندما ارى كم ان عواطفي و مشاعري كانت غير مستقرة و مضطربة جدآ خلال كل تلك الاحرف التي كتبتها لك، لكنني اعرف جيدآ انك دومآ تسامحينني، لا لشئ محدد بل لأنك كنت مثلي أيضآ، ضعيفة جدآ لتبتعدي عني و سيئة جدآ في التقرب مني، و تعرفين جيدآ انني دومآ اسامحك.
يسحقني يا صغيرتي تعدد الإحتمالات، مثلما يسحقك الخوف من خسارتي، يفرحني جدآ يا جميلتي أن اكون الرجل الوحيد الذي يدعمك في حياتك رغم إحساسي بأنني قد اخسرك في اي لحظة، مثلما يفرحك وجودي حولك و تقربي منك و ان كان سيئآ، لقد كنا و لا زلنا رغم هذا التعقيد جيدين لبعضنا يا #لليان، رحيمين ببعضنا، صبورين على بعصنا، دافئة و رقيقة على قلبي، حنون و لطيف على قلبك، نبتعد عن بعضنا دون خصام او غضب و نقترب من بعضنا من دون سبب، و برغم توحدي و صعوبة التواصل معي و فهمي، لم اكن صارمآ معك و لم اعاملك يومآ مثلما اعامل الاخريات، و برغم احتفاظي بأسراري و عدم مشاركتها معك، كنت حافظآ لسرك و مستمع جيدآ لكل مشاكلك، لكننا نعلم جيدآ اننا نكمل بعضنا، و في ذات الوقت نرتقي بين تذبذب مشاعرنا، بين اجملها و اقبحها، و بين انبلها و احقرها، و بين اكثرها طمأنينة و نورآ و اشدها خوفآ و ظلامآ، تعلمين مثلما اعلم انا ان هذا الإرتقاء يصاحبه احيانآ مساواة في مشاعرنا الطيبة و السيئة على حد سواء، و لكن لا يصاحبه مطلقآ مساواة في افكارنا الايجابية و السلبية، فليس غريبآ علينا ان تكون قلوبنا مستقرة رغم اضطراباتها على خلاف عقولنا، و نعلم ايضآ انه كلما مر الزمن كلما تأثرت علاقتنا اكثر و اكثر، و على هذا نحن نسامح بعضنا دومآ، نغفر لبعضنا ذلاتنا و اخطاءنا، و لكننا لا نسامح انفسنا، و ما زال العار حتى اليوم يسحقني و يسحقك لدرجة لم نستطع معها أن نكون علاقات حقيقية مع الاخرين، كل علاقاتك كانت عابرة و فريسة سهلة للغدر و النسيان، اما انا ازددت شراسة في اقصاء الاخرين عني بقوة اكبر، لا يعلمون حتى كيفية فتح محادثة معي، نشعر بالهوان و نقف امام المرآة و نسأل انفسنا "الى اي مرحلة سنتغير و ماذا ستكون عليه أناتنا ؟" .. لا زلت احب ان اتذكرك يا #لليان و لا زلت احب تقربك مني، و لا زلت اعلنها للآخرين صادقآ، انك دون الاخريات تعلمين جيدآ كيف تفتحين محادثة معي، و ما زلت كلما تذكرتك اقصي كل فتاة تقترب مني، ثلاث سنوات يا #لليان جعلت مني انسان اكثر وعيآ و اشد قوة و صلابة رغم تصدعي من الداخل، ثلاث سنوات جعلتك فتاة قوية و شديدة البأس رغم ضعفك من الداخل، فهل نحن نادمين على كل تلك السنين ؟! و هل غفرنا لأنفسنا ؟!.
لا لم نفعل و لن نفعل على ما اظن، و هذا ليس تبريرآ جبانآ مني، بل هذا اعتراف شجاع مني، لقد كنت سيئآ بقدر ما كنت جيدآ معك، و ان لم اشعر الندم و سامحت نفسي يومآ، فإنني سأكون اقل طيبة و اكثر سوءآ معك، لذا دعينا نتجاهل فقط هذا الجانب، دعينا نستمتع بأبسط تفاصيل حياتنا اليومية يا عزيزتي، مثلآ بكوب الشاي الصباحي الذي نشربه و نحن نقرأ رسائلنا لبعضنا على الواتس، بالنسمة الباردة التي نحبها في فصل الشتاء و التي اظن مثلما تظنين انت انها قادمة منك الي، رغم علمنا ان هذا الظن مجرد سخف و حماقة، و لأنني أعرفك جيدآ اكثر مما تعرفين نفسك اود ان اخبرك، بأنه لا يجب ان تخدعك رغبتك القوية بأن تكوني الفتاة الأفضل و الأمثل بالنسبة لي و ان تكفي عن مقارنة نفسك بالآخرين، ان ذلك سوف يدمرك دومآ، لا تصمتي عن الاذى و لا تأخذي اوجاعك و همومك صامتة و وحيدة نحو سريرك، و لأنك تحبين البساطة مثلي، اغضبي و ثوري حين تصبح البساطة مستحيلة، من الطبيعي يا صغيرتي أن نشعر بالالم، ان نشعر بالحزن، ان نشعر بالضعف، ان تكون لدينا رغبة قوية بالبكاء، و هذا ليس بالأمر السيئ، لأننا نتعلم الكثير من الألم، نصبح اقوى بالحزن، و نرتاح بالبكاء.
إرسال تعليق