طال البعاد بيننا يا صغيرتي، فأنقطع مداد حرفي، جفت منابع افكاري عن الكتابة في كل تفاصيل جمالك، عرفت خلال هذه الشهور انك بلا شك مصدر الالهام لي، فمن غير المعقول ان تصبح علاقتي بالكتابة باهتة الى هذا الحد بمجرد اننا صرنا لا نلتقي، كيف اكتب فيك شيئآ و انا لا ارى تغيرات جسدك المختلفة، كيف اكتب فيك نثرآ و انا لا ارى تلك اللغة التي تخاطبني بها عينيك سرآ، كيف لا ينقطع مداد فكري بعد ان توقفت عن التجمل لي بأبهى حلتك كلما كنا على الموعد.
كل ذلك انتهى عندما رأيت الاحمر على جسدك، عندما رأيت تلك الصورة بفستانك الاحمر شعرت بان هناك نهرآ من الافكار يجري، رغبة جامحة في ان اكتب شيئآ عنك، لا شئ يضاهي الاحمر جمالآ على بشرتك الفاتحة، كما لا شئ يزيدك اغراء غير الاسود، فدعيني اليوم اثرثر بما تحمله جوارحي لك، دعيني ابوح لك بما خطر في بالي وقتها، دعيني اعطيك جزءآ بسيطآ من ماء ذلك النهر، ان وجودك يا لليان في حياتي سلام تهدأ به روحي، فسلام عليك حين تمرين ببالي، ان القلب المتعب يا لليان يشفى بك فينبض لك حبآ و إجلالآ، ما عرفت الحب بمعناه الا من خلالك، الحب الذي يجعلك تخاف على من احببت اكثر من نفسك، الحب الذي يكبح جوانبك السلبية، فتحس انك بحاجة الى الطرف الاخر لتكون مستقرآ، لا زلت حتى اللحظة لا اعرف لماذا لا اغضب منك، لماذا سريعآ انسى عتابي عليك بمجرد صراخك في وجهي، كأن كل الهمسات تنادي بك، كأن وجودك بجانبي اهم من اي شئ اخر في هذه البالية، كأنني لا اعشقك فقط بل اثمل من مجرد سماعي صوتك او رؤيتك، اتذكر انني في كل مرة التقي بك لا يكف لساني عن الثرثرة ليخفي عليك هيام قلبي و رغبتي بك، لربما عقلي يفعل ذلك اراديآ ليحميني منك، لكنني كنت احظى بوقت جميل لا اشعر به لأنك كنت تملئين المكان كله بوجودك و جمالك فأحظى حينها بدفء لقاءك، احبك يا لليان و حبك اشفاني و اسعدني، اعشقك يا قصيرتي و عشقك عانق السماء امنية و دعوة الى ربي ليجمعني بك حلالآ طاهرآ كطهارة عينيك و قلبك.
حين رأيت الاحمر على جسدك، جاءتني رغبة قوية كقوة السيل في ان اكتبك حروفآ لم يكتبها احد غيري، ان ارسمك و الونك بالاحمر كزهرة حمراء لا تعرفها الفراشات، اريد ان ابتكر فيك لغة بقلم مسحور لا يفهمها الا قلبك، هل اخبرتك بالفكرة المضحكة التي راودتني حول الاحمر الذي غطى شفتيك و جسدك وقتها ؟ .. انني لحظتها رأيتك يا جميلتي كتفاحة حمراء اغرتني لأن اقضم منها مرتين، الاولى لأثبت لك انه مهما طال بي الزمان و فصل بيننا المكان انك دومآ ستكونين لي وطن و عنوان، و اما الثانية لان قلبك عانقني و خلدني فيه كسلطان فصار العمر معك امان فلا تفصل الاحزان ما بين قلبينا، و لا اخفى عليك بأنني كنت طماعآ و جشعآ ففكرت في ان اكلها كلها ليكتب الله لي جنتان، جنة حبك الابدية و جنة اخرى عرضها جسدك الذي لم تطأه يد انسان، فبذلك تكونين التفاحة التي خلدتني في الجنان، لا تلك التي ابعدتنا عنها.
إرسال تعليق