إشتقتك، إشتقت للكتابة عنك و لك، كما لو انني كنت مدفونآ في قبر قديم و من ثم أعيد نبش جثتي، عدت إليك اليوم يا صغيرتي لأكتب عنك، عدت إليك لتستكين روحي بدفء روحك، لدفء عينيك و راحة يديك، للطواف حول خصرك و الحج في لياليك المظلمة، عدت إليك لأدفن رأسي في صدرك و أغرس أصابعي في جدائل شعرك، عدت إليك لأن ذاك القبر لم يكن قادرآ على احتوائي، كان يزداد ضيقآ و ظلمة مع مرور الوقت، لا قبر اجمل من قبرك و لا موت احلى من الموت عندك، عدت إليك لأنني اعوذ بك من بعد الله من كل هذا الخراب الذي حل بي، و الغريب في الامر انه في كل مرة اعود إليك يا لليان تنجحين في إنقاذي من الإنهيار و الضياع.
اتمنى لك دومآ قبل الموت و قبل الحب و قبل كل شئ "السلام"، لأن الذي اعتقده يا صغيرتي ان في السلام طمأنينة لا نجدها في الأمان، اتمنى لك السلام في الجسد فلا تشعرين بالإنهيار من المهام اليومية التي تبدأ منذ ان تفتح عينك جفنها، اتمنى لك السلام في الروح فلا تشعرين بالسأم و لا بالضيق من نفسك، اتمنى لك السلام في القلب فلا تقودك مشاعرك للإبتعاد عني و لا تحطم استقرارك الداخلي و لا تتراكم الأحزان فيه فتشعرين بالحسرة فتسحقين في النهاية، اتمنى لك السلام يا جميلتي لأن سلامي هو سلامك و طمأنينتي منك و فيك، هل اخبرتك انني اعود إليك مهما ابتعدت لأنني احب قوتك ؟ .. انك قوية الفكر فلا تجد الأفكار السوداوية سبيلآ لإنتقاص حياتك و لا تعكر صفوك الجميل مما يجعلك قادرة على إنتشالي دومآ من ضياعي الفكري، انك قوية التعلق بكل ما هو يخصك وحدك لذلك لا تسمحين لأحد بأن يأخذني بعيدآ عنك و في ذات الوقت قوية التخلي بكل ما هو غريب عن ذاتك فلا يؤلمك او يجرحك على نحو جنوني فراق الاماكن و الاصدقاء و الأشياء او غدر الحاقدين عليك و لؤم الكارهين لك، اعود إليك يا حلوتي لأنني اجد فيك القوة حين ضعفي و السلام حين سقوطي.
انني احبك و هذا الحب يا جميلتي جعلني اراك كريشة خفيفة في يد بابلو بيكاسو و هو يرسم في ساعة الغروب و في صدره شجن خفيف يقوده للإلهام و التعبير، هذا الحب جعلك خفيفة على روحي فلا تضيق منك و لا تسأم من وجودك، جعلك خفيفة على قلبي فلا يشعر منك حزنآ و لا لومآ، هذا الحب جعلك اللوحة الأجمل في العالم و الأقرب الى نفس الانسان، جعلك الذكرى الخالدة و الحلم الجميل في الماضي العقيم، اما حبك لي جعلك كفراشة جميلة ذكية براقة ملونة مبتهجة سعيدة ظريفة ترفرف حول ظلامي المخيف فلا تقترب منه كثيرآ فتغرق في الضياع و في الغياب و لا تبتعد عنه كثيرآ فترى الضوء الذي يقودها بعيدآ عنه.
ان هذا القلب يا لليان يبقى محبآ لك برغم سواده يا صغيرتي، يحبك مهما هزمته مكابد هذه الحياة، يحبك حتى في عجزه عن منحه اي مشاعر لأي بشر كان، يحبك حتى في فقدانه لنبضه، يحبك و لو أظهرت لك خلاف ذلك، يحبك حتى في عتابي عليك و في هروبي منك، يحبك و لو بدا لك كأنه قلب في جثة ميتة باردة، ان هذا القلب يا صغيرتي يعطف عليك مهما امتلأ بالبرود و الكراهية و الضياع، ان هذا القلب يا جميلتي ينتمي إليك.
إرسال تعليق