يومان قد مرا، و عقلي لا يستخرج شيئآ لأكتبه، لك ان تتخيل معتوهآ ينظر الى ورقة بيضاء لأكثر من ساعتين و بين اصابعه قلم و لكنه لا يجد فكرة واحدة ليكتبها، يعتصر عقله و فكره كما تعصر والدتك او اختك او زوجتك الملابس المبتلة بالماء بعد غسلها فلا يخرج منهما شيئآ .. هل لك ان تصدق ان هذا المعتوه بلغت به السخافة ليسأل العم جوجل هذا السؤال "كيف ألهم عقلي ؟" ليرد عليه قائلآ :
قيل ان الإلهام هو استثارة للإبداع، و إنعاش للأفكار الخلاقة، و قيل إنه حالة أو شعور مفاجئ يحفز العقل لأداء نشاط غير عادي أو توحي له بإنشاء فكرة بديعة، كما أكد كبار الفنانين أنه المفتاح الأساسي لكل شيء.
اظن ان العم جوجل يعتبرني سخيفآ و معتوهآ جدآ او مختلآ عقليآ ليجيب علي بهكذا اجابة و من ثم يعطيني اقتباسآ لجاك لندن حيث قال : لا يمكن انتظار الإلهام لذا عليك أن تخرج و تطارده بهراوة، حسنآ اين بالضبط اطارده في شوارع لندن مثلآ ام في شوارع الخرطوم النتنة، اااه من السخافة و الحماقة.
إنني اعتقد ان الكلمات التي تعبر عن المحبة و الشوق و الاخلاص تصل الى القلب مباشرة ان كتبت، و لو بلغة بسيطة ركيكة و ذلك لوجود عنصر الخيال و انعدام لغة الجسد، و لكنها ان نطقت بالألسن لا تصل الى القلب، بل تحرك في الانسان عواطفه و عند بعض الناس لا تحرك فيهم الا عواطفهم الجنسية، و تكرار هذا الامر مع الوقت يجعل الانسان يشعر بالتبلد في عواطفه اتجاه الطرف الاخر، فيقل اثر تلك الكلمات، و هذا بالضبط هو سر حبنا لكتابنا المفضلين، اذ اننا نريد منهم دومآ المزيد و لا نمل، و هو ايضآ السبب الرئيسي في البرود و الفتور الذي يصيب علاقاتنا الاجتماعية خاصة العاطفية منها.
أعتقد احيانآ انني احببت كل شئ تقريبآ، احببت الايام و الحزن و الفرح، احببت الاشياء و العزلة و المطر، بل حتى النمل و الذباب و هاتفي و القلم، و لم احب بشرآ قط.
من الواضح جدآ انه كلما كان هنالك تطور تكنولوجي كان هنالك تخلف عقلي، و كلما تابع الناس التلفاز و قنوات الاخبار كلما صار سهلآ عليهم شل عملية التفكير و اطماس الحقائق.
و المشكلة أنني لم أتمكن يومآ من استيعاب ما يقال في الافلام و الكتب و مواقع التواصل الاجتماعي و من الاشخاص من حولي خصوصآ البنات، عن أن الحب الحقيقي يمنحك من الشجاعة ما يكفي لفعل المستحيل، اوليست الشجاعة النابعة من خوفك لفقدان من تحب ليست بأفضل من الشجاعة النابعة من عدم امتلاكك ما تخسره من الأساس، ربما عدم فهمي للامر يرجع الى عدم تمسكي كثيرآ بالاخرين و عدم خوفي من رحيلهم، يرجع الى عدم منحي لهم فرصة اخرى.
إرسال تعليق