من اشد الامور غرابة في حياتي هي ان تأخذ العاب الفيديو اهمية اكبر من علاقاتي الاجتماعية، اذ انني لا اتعامل معها كما افعل مع الناس بكل ذلك البرود و تلك اللا-مبالاة، فالوقت الذي اخصصه لمثل هذه الالعاب اهم عندي من الوقت الذي امضيه مع احدهم و نحن نحتسي كوبين من القهوة، و مع ذلك لا يجد المقربون مني مبررآ مقنعآ لسخافتي هذه و لا اجد انا مبررآ مقنعآ بأن يكون لي دور في مسرحياتهم الاجتماعية تلك، فالعلاقات التي تراها عيني اليوم مفرغة تمامآ من محتواها الحسي و الانساني و تحولت الى عقد مجاملات متبادلة خالية من الوضوح و الشفافية و مليئة بالنفاق، و في الجانب الاخر اجد ان في العاب الفيديو مترحآ للخيال و التفكير و الالهام و علاقات اجتماعية رقمية واضحة في محتواها، فالذي يلعب ببجي معك مثلآ، يدرك تمامآ ان بقاءك حيآ يعني زيادة فرص نجاته و ان التعاون المشترك و التخطيط و تبادل الادوار و توزيع المهام يضمن لكليكما النجاة، فلا ضير في ان يخاطر محاولآ انقاذك من الموت حتى و ان كان ذلك موته ايضآ، هذا النوع من العلاقات يعطي شعورآ اجمل و اكثر صدقآ، فلا شيء كالنفاق يمتص كائنا انسانيآ بأكمله آخذآ كل ما فيه، اظن انني من الاشخاص الذين يؤمنون بأن الامتحان الأخلاقي لإنسانية الفرد في مجتمعه يتمثل في شفافيته و صراحته و وضوحه في تلك العلاقات التي يقيمها مع من هم تحت رحمته.
إرسال تعليق