ربما نستطيع أن نشفى من بعض الامراض، انا ننهض من بعد الفشل، ان نضحك من بعد الحزن، ربما نستطيع ان ننسى جميع المآلات النفسية الناتجة من التجارب الفاشلة كالحب و الخذلان و الحزن المفاجئ و حتى الفشل العاطفي و الأخطاء، و لكن ما من حقيقة يمكنها أن تنقذنا من نفوسنا المنكسرة بعد ذلك، من العزلة التي نجد فيها من الراحة النفسية ما لم نجده من المجتمع و الاخرين، من التعاسة الباردة التي تنفذ إلينا بهدوء و نحن نرى ان اعمارنا تسلب منا و احلامنا تصغر شيئآ فشيئآ، و ما ينشأ عن ذلك من خوف و احباط و مسؤوليات ضخمة لا تقدر اجسادنا على حملها و من قرارات خاطئة فرضت علينا او اتخذناها.
ما من خلاص يمكنه أن يعالجنا من هذا الشعور بالتعب و الارهاق الذي يتراكم بداخلنا في مواجهة الحياة اليومية و تفاصيلها، ما من خلاص يمكنه ان يشفي نفوسنا من شعورنا بالإغتراب و نحن في وطننا و بين اسرنا و احبابنا و اصدقاءنا، و بأننا نصبح اشخاصآ يصعب فهمهم و يصعب عليهم الافصاح عن ما في دواخلهم، اشخاصآ يسهل كسرهم او يصيرون اكثر تعقيدآ، من يا ترى يفهم ان شعلة الحب و الامل التي في دواخلنا تبرد ثم تضعف ثم تنطفئ فيصير معها أجمل ما فينا الى رماد، ماضينا، شغفنا القديم، عاداتنا البسيطة، روح الطفولة، مبادراتنا الخيرية، سعادتنا الأصيلة بأبسط الأشياء، قوتنا العاطفية التي تدفعنا للعطاء، صفاتنا النبيلة و عجزنا عن الكذب و الخداع، بساطتنا و رضانا بالقليل و أحلامنا الكبيرة، نقاؤنا و إيماننا بأنفسنا و بالآخرين.
إرسال تعليق