"متى ستعقل و تصير رجلآ و تخرج من طور المراهقة هذه ؟" كان سؤالآ استفزازيآ صدر من احدهم مهاجمآ فيه حبي لألعاب الفيديو، من وجهة نظره، لعبي للعبة ببجي التي يلعبها ابنه و هو لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره، يجعلنا متساويين في الفهم و العقل و المسؤولية، اتذكر وقتها انني نظرت اليه قائلآ "عندما يصبح عقلي اكبر من عقلك ان شاء الله" راميآ بكل قواعد الادب و المعاملة، الرجل غضب غضبآ شديدآ كما لو انه اراد ان يقول لي "اباك لم يحسن تربيتك" و لكنه اضعف من ان يقولها امام وجهي.
هذا المشهد المتكرر، يعيدني لأتذكر ان المجتمع السوداني مبني اساسآ على مهاجمة الاخرين، بمجرد ان الفرد خالف الصور النمطية التي فرضها هذا المجتمع، او فرضتها الجماعة او القبيلة او الاسرة التي ينتمي اليها الفرد، اذكر ان احدهم قال لي ذات مرة "ان تربية الابناء صارت مرهقة جدآ، انهم عادة لا يستمعون الى ما نقوله لهم و ما ننصحهم به" عرفت فيما بعد انه يحاول ان يجعل من ابنائة صورة منسوخة لما يتصوره عقله، لدرجة انه حدد مصير كل واحد منهم، هذا الطبيب و ذاك المهندس و تلك المحامية و ذاك الضابط، سألته وقتها عن معنى التربية ليرد علي سريعآ "انتاج فرد صالح يحافظ على كيان الأسرة و يعكس قيمة اسرته في المجتمع" .. لطالما ظننت ان الاسرة التي لا تعطي ابناءها مساحة شخصية يمارسون فيها حريتهم في التعبير و الاختيار و الاحلام، هي تعبير فصيح عن هشاشة اسرية تنتج افراد يشعرون انهم ينتمون الى هذه الاسرة بسبب صلات الدم فقط، هذه الهشاشة تضع الابناء في خيارين لا جدلية في ان احلاهما مر، الاول ان ينصاغوا الى ما يوجهون به و ما يطلب منهم دون امتلاك قوة الرفض ليكتسب المجتمع فردآ جديدآ لا يستيطع التعبير عن رأيه صراحة و يعتبر ان الأولوية للاسرة و ليس للمجتمع خالقآ بذلك ستارآ يعطيه شرعية يفرض بها رأيه على أسرته و لكن ليس على المجتمع، او ان يعيش الفرد في حرب ذاتية محورها "مجتمعه الصغير ام مجتمعه الكبير" اما الثاني هو ان يتمرد الابناء رافضين كل تلك الصور النمطية فينتج عن ذلك خلافات تجعل من العلاقات الاسرية علاقات شائكة و نتيجة لذلك يختفي التفاهم بين افراد الأسرة و نتيجة لذلك تضيع من الفرد القيم الاسرية الخاصة بأسرته، ليكتسب المجتمع فردآ جديدآ قادرآ على ان يكون علاقات قوية معه و ضعيفة مع اسرته.
المشكلة ان هؤلاء الافراد سواء كانوا من اصحاب الخيار الاول ام الثاني، لا يضيفون للمجتمع شيئآ يذكر و اغلبهم يصبح عالة على المجتمع او آفة له، اذكر انني قرأت مقولة للغزالي تقول ان الأسرة في الإسلام هي امتداد للحياة و الفضيلة معآ و امتداد للإيمان و العمران على سواء، و ما فهمته منها ان الفضيلة تعكس القيمة الاسرية و الفرد الصالح للمجتمع و ان الحياة تعكس حق الفرد في في خوضها كاملة بإرادته و بأخطاءه و احلامه و قراراته، و بالتالي الاباء مأمورون بأن يزرعوا الفضيلة في ابناءهم و الدفاع عن ذلك بكل ما هو متاح لهم و لكن ليس لهم الحق في تحديد الكيفية التي يجب ان تكون عليها حياتهم، اليس من الافضل ان يكون مفهوم التربية "انتاج فرد صالح يؤمن بالفضيلة و حاملآ للقيم الاسرية الخاصة بأسرته ليكون جاهزآ لخوض سباق الحياة" ليكون بذلك مالكآ حرية قراره و مسؤولية نتائجه، عاكسآ للمجتمع القيم و ليس المثالية، يتفاعل معه بأخطائه و تجاربه و احلامه و افكاره، لا زلت اتذكر قول احداهن لي "علمني ابي في صغري ان بنتي لا تلبس بنطالآ، و قد كان يكرر علي ذلك بصيغ مختلفة، فكان تارة يقول لي احبك اكثر بعباءتك السوداء و تارة بصيغة اخرى، لكن لم يفرض علي ذلك و لم يكن يهاجم صديقاتي اللوائي كن على خلاف ذلك، بل كان يقول لي كل اسرة لها من القيم ما عندها، فما عندنا مقبول عندهم مرفوض و ما عندنا مرفوض عندهم مقبول، فأنا لا استطيع ان اعزلك عن المجتمع، فلما كبرت لم ارتدي البنطال لانه ليس من قيم اسرتي، و لم ترفض اسرتي صديقاتي".
و في الختام لا ينبغي أن نعتقد بأنه سيفرح الابناء بما سنمنحهم لهم، و لا ينبغي ان يعتقد الابناء ان الحياة فيما تركه لهم الاباء و فيما رسموه لهم، و لا يصح أن تنزعج لذلك سواء اكنت ابآ ام امآ ام ابنآ، فأولويات الناس تختلف، و احلام الناس لا نوزعها نحن، و أهمية الأمور لا تتساوى، و اراء الناس مهما كانت لا تجعل من رأيك ضعيفآ و لا تميل عليه فتجعله قويآ، فعش حياتك أنت بما يرضي الله ثم بما يرضيك.
هذا المشهد المتكرر، يعيدني لأتذكر ان المجتمع السوداني مبني اساسآ على مهاجمة الاخرين، بمجرد ان الفرد خالف الصور النمطية التي فرضها هذا المجتمع، او فرضتها الجماعة او القبيلة او الاسرة التي ينتمي اليها الفرد، اذكر ان احدهم قال لي ذات مرة "ان تربية الابناء صارت مرهقة جدآ، انهم عادة لا يستمعون الى ما نقوله لهم و ما ننصحهم به" عرفت فيما بعد انه يحاول ان يجعل من ابنائة صورة منسوخة لما يتصوره عقله، لدرجة انه حدد مصير كل واحد منهم، هذا الطبيب و ذاك المهندس و تلك المحامية و ذاك الضابط، سألته وقتها عن معنى التربية ليرد علي سريعآ "انتاج فرد صالح يحافظ على كيان الأسرة و يعكس قيمة اسرته في المجتمع" .. لطالما ظننت ان الاسرة التي لا تعطي ابناءها مساحة شخصية يمارسون فيها حريتهم في التعبير و الاختيار و الاحلام، هي تعبير فصيح عن هشاشة اسرية تنتج افراد يشعرون انهم ينتمون الى هذه الاسرة بسبب صلات الدم فقط، هذه الهشاشة تضع الابناء في خيارين لا جدلية في ان احلاهما مر، الاول ان ينصاغوا الى ما يوجهون به و ما يطلب منهم دون امتلاك قوة الرفض ليكتسب المجتمع فردآ جديدآ لا يستيطع التعبير عن رأيه صراحة و يعتبر ان الأولوية للاسرة و ليس للمجتمع خالقآ بذلك ستارآ يعطيه شرعية يفرض بها رأيه على أسرته و لكن ليس على المجتمع، او ان يعيش الفرد في حرب ذاتية محورها "مجتمعه الصغير ام مجتمعه الكبير" اما الثاني هو ان يتمرد الابناء رافضين كل تلك الصور النمطية فينتج عن ذلك خلافات تجعل من العلاقات الاسرية علاقات شائكة و نتيجة لذلك يختفي التفاهم بين افراد الأسرة و نتيجة لذلك تضيع من الفرد القيم الاسرية الخاصة بأسرته، ليكتسب المجتمع فردآ جديدآ قادرآ على ان يكون علاقات قوية معه و ضعيفة مع اسرته.
المشكلة ان هؤلاء الافراد سواء كانوا من اصحاب الخيار الاول ام الثاني، لا يضيفون للمجتمع شيئآ يذكر و اغلبهم يصبح عالة على المجتمع او آفة له، اذكر انني قرأت مقولة للغزالي تقول ان الأسرة في الإسلام هي امتداد للحياة و الفضيلة معآ و امتداد للإيمان و العمران على سواء، و ما فهمته منها ان الفضيلة تعكس القيمة الاسرية و الفرد الصالح للمجتمع و ان الحياة تعكس حق الفرد في في خوضها كاملة بإرادته و بأخطاءه و احلامه و قراراته، و بالتالي الاباء مأمورون بأن يزرعوا الفضيلة في ابناءهم و الدفاع عن ذلك بكل ما هو متاح لهم و لكن ليس لهم الحق في تحديد الكيفية التي يجب ان تكون عليها حياتهم، اليس من الافضل ان يكون مفهوم التربية "انتاج فرد صالح يؤمن بالفضيلة و حاملآ للقيم الاسرية الخاصة بأسرته ليكون جاهزآ لخوض سباق الحياة" ليكون بذلك مالكآ حرية قراره و مسؤولية نتائجه، عاكسآ للمجتمع القيم و ليس المثالية، يتفاعل معه بأخطائه و تجاربه و احلامه و افكاره، لا زلت اتذكر قول احداهن لي "علمني ابي في صغري ان بنتي لا تلبس بنطالآ، و قد كان يكرر علي ذلك بصيغ مختلفة، فكان تارة يقول لي احبك اكثر بعباءتك السوداء و تارة بصيغة اخرى، لكن لم يفرض علي ذلك و لم يكن يهاجم صديقاتي اللوائي كن على خلاف ذلك، بل كان يقول لي كل اسرة لها من القيم ما عندها، فما عندنا مقبول عندهم مرفوض و ما عندنا مرفوض عندهم مقبول، فأنا لا استطيع ان اعزلك عن المجتمع، فلما كبرت لم ارتدي البنطال لانه ليس من قيم اسرتي، و لم ترفض اسرتي صديقاتي".
و في الختام لا ينبغي أن نعتقد بأنه سيفرح الابناء بما سنمنحهم لهم، و لا ينبغي ان يعتقد الابناء ان الحياة فيما تركه لهم الاباء و فيما رسموه لهم، و لا يصح أن تنزعج لذلك سواء اكنت ابآ ام امآ ام ابنآ، فأولويات الناس تختلف، و احلام الناس لا نوزعها نحن، و أهمية الأمور لا تتساوى، و اراء الناس مهما كانت لا تجعل من رأيك ضعيفآ و لا تميل عليه فتجعله قويآ، فعش حياتك أنت بما يرضي الله ثم بما يرضيك.
إرسال تعليق