سنة اخرى تمضي، و شتاء جديد يأتي، و انت لا تزالين بعيدة عني، و لا شئ في ملامح العام الجديد غير برد يناير و حنان قلبك، ازحف نحو دفئ صدرك بلا امل و لا ضجر، باحثآ عن هويتي في سواد عينيك .. هذه الأحلام نحن من يصنعها يا صغيرتي، و هذه الارض الحبلى نحن من نموت فيها شوقآ يا جميلتي، فكم بقي لنا فيها من حياة ؟!، و هل في عمرك بضع دقائق تعطفين بها علي قبل الموت ؟!، لو كان بالإمكان ان امسك بيدك، لأمسكت بها كأب يودع طفلته الوحيدة عند الاحتضار، مضى زمن لم نلتقي و يناير اقبل ليذكرني عميقآ بك، ليذكرني اننا كنا هنا، اننا ما زلنا ابناء الشتاء.
ﻟﻨﻤﻀﻲ ﻳﺎ جميلتي الى حيث يوجد الصمت و الموت، الى حيث الكرامة و سكون النبض، الى حيث الشوق و الحنين رغم البعد، الى حيث نكون و من ثم نهدأ، فليس ثمة مسكن لنا سوى النار، سوى البيوت الصغيرة التي لا حياة فيها، التي لا رائحة فيها سوى الضياع الذي بقلوبنا، هناك ﻳﺎ صغيرتي ﺣﻴﺚ ﺛﻤﺔ غاية يمكن أن نعلو إليها سويآ و ثمة أيضآ قبلة و ضمة، فدعي كل منا يحمل كفن الآخر على راحة يديه و نذهب، فهل كانت حياتنا اصلآ بمثابة خلود لنا ؟!.
ﺍﻵﻥ ﻳﺎ حلوتي ﻳﻨﻬﺾ ﺍﻟﻮقت من سباته الشتوي، و عقارب الساعة بدأت تتحرك محطمة الثلوج التي نمت عليها، إن الصيف قادم و الشتاء في زوال، فالنسلم ما تبقي لنا و دعينا نتكفن بغرائزنا، و لنتحصن بوحدتنا، ثم نتكامل، ثم نستكين، ثم نذوب مع الثلج، ثم نفنى معآ.
إرسال تعليق