-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطيه

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

ذات الانفاس الباردة

ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ ﻟﺠﻼﻟﺔ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩة ﻓﻲ ﺑﺤﺮﻱ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺳﻮى ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ لمصطفى ﺳﻴﺪ ﺍﺣﻤﺪ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺟﻠﻮﺳﻚ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺎﺡ ﻟﻚ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻹﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ، ﻭ على ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﺄﺧﺮ ﻛﺜﻴﺮﺁ، ﻓﻘﺪ جاءت ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ ﻭ ﺷﺎﺑﺔ ﻭ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺴﺎﺋﻞ ﻣﻨﺬ ﺩﻗﺎﺋﻖ، ﻛﻴﻒ ﺳﺄﺗﺤﺎشى ﺍﻟﺤﺮﺝ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺟﻠﻮﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﺎﺧﺮ ﻛﻬﺬﺍ ﻣﻊ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻠﺲ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺘﺠﺪﺩ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﻣﻨﺬ ﺩﻗﺎﺋﻖ، ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻠﺬﻭﻕ ﺷﻴﺌﺂ ﺍﻻ ﻓﻲ ﺣﺮﻭﻓﻪ.
"أﺳﺘﺎﺫ ﺳﺠﻴﻦ ام تفضل ان اناديك أستاذ عمر"، ﻣﺪﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﻧﺤﻮﻱ ﻭ على ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺟﺎﺋﺖ ﻟﻨﺘﺤﺪﺙ ﺳﻮﻳﺂ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺍﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎسبة ﻟﺤﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﺃﺣﻴﺎﻧﺂ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺘﻔﺰﺍﺯ ﺃﻻ ﺗﻠﺘﺰﻡ  ﺑﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻚ ﻗﺒﻠﺖ ﺑﻠﻌﺒﻬﺎ ﻣﻌﻬﺎ، ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﺍﻷﺣﻤﻖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﺻﺎﻓﺤﺘﻬﺎ ﻣﺘﺮﺩﺩﺁ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻫﻲ ﻣﻘﻌﺪﺁ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻹﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺰﺓ :
ﺭﺟﺎﺀ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺰﻳﺢ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻣﻚ ﻣﺆﻗﺘﺂ.
ﻓﻘﻠﺖ :
ﻻ ﺗﺆﺍﺧﺬﻳﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻹﺭﺗﻴﺎﺏ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ :
ﻟﻢ ﺗﺼﺎﺩﻑ ﺫﺍﺕ ﻣﻠﻤﺲ ﺍﺳﻮﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﻌﺼﺮﻱ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
ﻭ ﺍﻟﺤﻖ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻢ ﺍﺻﺎﺩﻑ ﺍﺻﻶ ﺫﺍﺕ ﻣﻠﻤﺲ ﺍﺳﻮﺩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺛﻢ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ، ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ؟
كانت اجابتي سريعة -لا- ﻭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺟﺪ ﺑﺪﺍﺧﻠﻲ ﺩﺍﻓﻌﺂ ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺬﻛﺮ ﻭ ﻛﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺮﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﻤﺒﻬﻢ ﺫﺍﺗﻪ.
ﻣﻄﺖ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
ﺇﺫﻥ ﺃﻧﺖ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺴﻮﻥ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻟﻜﻨﻚ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻃﻼﻗﺔ ﻭ ﺗﻌﺒﻴﺮﺁ، كلي امل ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻘﻠﻚ ﻣﺜﻴﺮﺁ ﺑﻘﺪﺭﻙ.
حدقت بها مستفهمآ، ﻓﻘﺎﻟﺖ دونما تردد :
ﻟﻘﺪ ﺗﻘﺎﺑﻠﻨﺎ ﺃﻣﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻟﻜﻨﻚ ﻧﺴﻴﺖ، ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﻔﻴﺪ ﻟﻤﻦ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﺘﻚ، ﻟﻢ ﺍﻋﺮﻑ هل أﺿﺤﻚ ﺳﺎﺧﺮﺁ ﺃﻭ ﺃﻧﻲ ﺃﺣﺪﺙ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ، ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻠﻤﺲ ﺍﻻﺳﻮﺩ، ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﺧﺘﺮﺗﻬﺎ ﻫﻲ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻓﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻷﺟﻠﺲ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻻ ﺍﺩﺭﻱ ﻟﻤﺎذا ﻣﺘﻼﺯﻣﺔ ﺍﻻﻧﻔﺎﺱ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻫﺬﻩ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻨﻔﻚ ﻣﻨﻲ؟!، ﻟﺜﻮﺍﻥ ﻇﻠﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻭ ﻭﺟﻬﻲ ﺑﺸﻐﻒ ﺍﻭ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻓﻜﺎﺭﻱ ﻭ ﺑﺮﻣﺠﺔ ﻋﻘﻠﻲ ﻓﻘﻂ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﻱ ﺃﻱ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﻭﺍﺿﺢ
"ﻣﺎ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ؟"
ﻓﻘﺎﻟﺖ :
ﺃﻋﻠﻢ ﻛﻢ ﺃﻧﻚ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ، ﺛﻖ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﺑﺒﺨﻴﻠﺔ ﻣﻊ ﺿﻴﻮﻓﻲ.
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ :
ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺳﺤﺮﺁ ﻓﻘﻂ ﺃﺧﺒﺮﻳﻨﻲ ﻣﺘﻲ ﺗﻨﻔﻚ ﺗﻌﻮﻳﺬﺗﻚ ﻣﻨﻲ
ﻓﻘﺎﻟﺖ :
ﺃﺣﻴﺎنآ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺳﺤﺮﺁ ﺛﻢ ﺇﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﺳﻴﺨﺒﺮﻙ
ﻓﺴﺄﻟﺖ :
ﻭ ﻣﻦ ﺳﻴﺨﺒﺮﻧﻲ ﺇﺫﻥ ؟
ﻫﻨﺎ ﺭﻓﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻲ ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ ﻓﻲ ﺧﺒﺚ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ.
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ :
ﺍتمنى ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻏﻨﻴﺔ ﻭ ﺃﺗﻤﻨﻲ ﺃيضآ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬﻱ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﺪ، ﻟﻘﺪ ﺩﻓﻌﺖ ﻭﻗﺘﺂ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﻟﻘﺎﺀﻙ ﺍﻭ ﺍﻧﻨﻲ ﺍﺣﺪ ﻣﻌﺠﺒﻴﻚ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺗﻌﻮﻳﺬتك ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻲ :
ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻢ ﺷﻴﺌﺂ ﻭ ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻭﺿﺢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﺣﻜﻴﻪ ﻭ ﺣﺘﻤﺂ ﺳﺄﻗﻮﻡ ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺬة، ﻭ ﺃﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﺍﺷﻜﻮﺍ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﺬﺍﺟﺘﻲ ﻭ ﻃﻴﺒﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻓﻘﻂ ﻷﺧﺒﺮﻙ ﺃﻧﻚ ﻋﻴﻨﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰمن ﻭ ﻋﻠﻲ ﺃﻻ ﺃﺳﻤﺢ ﻟﻸﻭﻏﺎﺩ ﺍﻥ ﻳﻨﺎﻟﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻭ ﻳﺄﺧﺬﻭﻫﺎ ﻣﻨﻲ.
ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻗﻠﺖ :
ﻫﻞ ﺗﻈﻨﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﺣﻘﺂ ؟ ﻭ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻫﻞ ﺗﺘﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ؟ ﻭ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻫﻞ ﺃﺑﺪﻭ ﻟﻚ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﺬﺍﺟﺔ ﺣﻘﺂ ؟
ﻧﻈﺮﺕ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺿﺠﺮﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ ﻻ ﺗﻐﻀﺐ ﻓﺎﻟﺤﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ.
ﻭﺩﺩﺕ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻓﻠﻄﺎﻟﻤﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻧﺰﺍﺭ ﻗﺒﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻐﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻇﻢ ﺍﻟﺴﺎﻫﺮ ﺍﻭ ﺍﻏﺎﻧﻲ مصطفى ﺳﻴﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﻣﻈﻠﻮﻣﺔ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻔﻮﻩ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺘﻮﻫﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻨﻲ ﺑﻬﺎ، ﻓﻜﺎﻇﻢ ﻳﻘﻮﻝ :
ﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﻓﺎﻟﺤﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ.
ﻧﻌﻢ ﻓﺠﺄﺓ مصطفى ﺳﻴﺪ ﺍﺣﻤﺪ هو ﻣﻦ ﻳﻐﻨﻲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻧﺰﺍﺭ ﻗﺒﺎﻧﻲ ﻋﻠﻲ ﺻﻮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺘﻮﻫﺔ، ﺍﻧﻪ ﻳﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﺟﻠﻲﺃﻧﺎ، ﻓﻠﻄﺎﻟﻤﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺍﻥ مصطفى ﻭﺟﺪ ﻟﻴﻐﻨﻲ ﻟﻲ ﺍﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﻭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭ ﺍﻻﺧﺮى ﻳﺨﺘﻞ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻟﺘﻼﺋﻢ ﻣﻠﻤﺴﻬﺎ ﺍﻻﺳﻮﺩ، ﻭ ﻟﻜﻦ حتى ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻛﻒ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﺳﻴﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻐﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻏﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻨﺬ ﺟﻠﻮﺳﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ، ﻟﻴﺴﺘﻤﻊ ﺍلى ﺻﻮﺕ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﻔﻨﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻭ ﺫﻭﻗﻪ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ، ﻟﺘﻐﻨﻲ على ﻧﻬﺠﻪ في جوف ﻗﻠﺐ ﻓﺎﺭﻍ ﻭ ﻛﻬﻮﻑ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻭ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻘﻔﺮ ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﺼﻴﻦ حتى، ﻭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻏﻨﻴﺔ مصطفى على ﺳﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺆﺩﻱ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﺽ.
ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﺳﺨﺮﻳﺘﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﺱ :
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﻥ ﻟﺪﻱ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ، ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺄﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺃﻋﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﻮﺍﻟﺐ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﺑﺼﻮﺗﻲ ﻛﺎﻇﻢ ﻭ مصطفى ﺳﻴﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﻭ ﻛﻞ ﻗﺎﻟﺐ ﻳﺮﻣﺰ ﻟﺤﺪﺙ ﻣﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ، ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻣﺰ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﻮﻟﺪ ﻭ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻵﺱ ﻟﻠﺮﻗﻢ ﻭﺍﺣﺪ.
ﻟﻢ ﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ النقطة لأﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﻨﺎ، اﻥ ﺃﻭﻝ ﺃﻭﺭﺍﻗﻲ ﻟﻢ ﺍﺧﺘﺮﻫﺎ ﺍﻧﺎ ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻷﻭﺭﺍﻕ ﺇﺫﻥ ؟ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ :
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻔﻌﻞ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﻓﺸﻠﻬﺎ ﺑﺘﻜﺮﺍﺭ ﻓﺸﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻞ ما، ﻛﻔﺸﻞ ﺑﺼﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﻞ ﺍﺯمة ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﻭ ﺑﺮﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮون ﻣﻤﻦ ﻳﺼﺪﻗﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﻠﻨﻪ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ، اﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻲ ﺃﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﺩﺍﺋﻤﺂ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﻳﺤﻲ ﺑﺮﺍﻋﺔ ﺍﻻﻧﺜﻲ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ، ﻳﺤﻴﻴﻬﺎ ﺑﺤﻖ ﻛﻲ ﻻ ﺗﻤﻮﺕ ﻭ ﻟﻜﻨﻚ ﺍﺧﺘﺮﺕ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻭ ﺑﺼﻔﺘﻲ ﺭﺟﻞ ﺍﻓﻜﺎﺭﻱ ﻣﺘﺠﺪﺩة، ﻋﻜﺴﻚ ﺗﻤﺎﻣﺂ ﻓﻠﻦ ﺃﻧﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺮﺍﺀ ﺃﻭ ﺃﺅﻛﺪﻩ ﻭ ﻟﻜﻨﻲ ﺳﺄﻗﻮﻝ ﺃﻧﻚ ﺣﻘﺂ، ﺗﺒﺪﻳﻦ ﻟﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻏﺒﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻭﻟﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻚ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻲ :
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺭﺃﻳﻚ ﻣﻨﺬ ﺍﻥ ﺗﺒﻨﻴﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻧﻔﺎﺱ ﺑﺎﺭﺩة، ﺃﻧﺖ ﻓﻘﻂ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺳﺒﺎﺑﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻠﺘﻮﻳﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺗﺸﺨﻴﺼﺎﺕ ﺍﻓﻜﺎﺭﻙ، ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻲ، على ﺃﻧﻨﻲ ﻓﺘﺎﺓ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ.
ﻓﺘﺤﺖ ﻓﻤﻲ ﻷﻗﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎ ﺛﻢ ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﻗﺎﺋﻶ :
ﺣﺴﻨﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻷﺳﺘﻜﺸﻒ ﺃﺳﺒﺎﺑﻚ ﻭ ﻟﻜﻨﻲ ﺃﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻗﺪ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺎﺗﻚ اﻟﻐﻴﺮ ﻣﺤﻘﻘﺔ، ﻭ ﺭﻏﺒﺎﺗﻚ ﺍﻟﺘﻲ قد تكونين ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﺮﻓﺔ ﺑﻬﺎ ﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻭ ﻟﻜﻨﻚ ﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ، ﻭ ﻟﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﺤﺪﺙ ﺑﻨﻔﺲ ﻣﻨﻄﻘﻚ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻲ ﻟﻘﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﺭﻏﺒﺎﺗﻚ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺃﺻﺪﺍﺋﻬﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻗﻚ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ حتى ﻭﺻﻠﺖ ﻟﺠﻠﻮﺳﻚ ﻣﻌﻲ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮ، ﻭ ﺍﻧﺖ ﺗﻜﺸﻔﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻭﺭﺍﻗﻚ ﻟﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻭ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻭ ﺍﻟﺸﺠﺎعة ﻭ ﺃﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﻘﺎﺑﻠﻲ ﺃﻱ ﺭﺟﻞ، ﺃﻧﺖ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺭﺟﻶ ﻳﺴﻤﻲ ﻧﻔﺴﻪ سجين.
ﻓﻐﺮ ﻓﺎﻫﻬﺎ ﻟﺜﻮﺍﻥ ﻣﻨﺪﻫﺸﺂ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ :
ﺃﻧﺎ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﺃﻗﺮﺃ أيضآ ما ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻭ ﺍﻻﻭﺭﺍﻕ، لكنني ﻻ ﺃﻣﻴﻞ ﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺳﺮﻳﻌﺂ، ﺍﻋﻨﻲ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺂ، ﻟﻴﺲ ﻗﺒﻞ ﺍﺳﺘﻨﻔﺎﺫ ﻛﻞ ﺗﺸﺨﻴﺼﺎﺗﻲ ﺍﻟﻮﺭﻗﻴﺔ على ﺍﻷﻗﻞ ﻭ ﻫﻞ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺭﺍﻏﺒﺂ ﺑﻠﻘﺎﺋﻲ ؟
ﻓﺘﺤﺖ ﻓﻤﻲ ﻷﻗﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎ ﺛﻢ ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻗﺎﺋﻶ :
ﺷﺊ ﻛﻬﺬﺍ.
ﻭ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ إن ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﻟﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺯ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻤﻴﺂ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻣﺰ ﺑﺎﻟﻤﻮﺯ ﻟﺸﺊ ﺁﺧﺮ، ﺷﺊ ﺃﺧﺠﻞ ﺣﻘﺂ ﻣﻦ ﺇﺧﺒﺎﺭﻛﻢ ﺑﻪ، ﺗﻘﻮﻝ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻠﻤﺲ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﺍﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻘﻂ ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻫﻲ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺗﺠﺪﺩ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ، ﺳﺘﺴﺨﺮ ﻣﻨﻚ ﻛﺜﻴﺮﺁ ﺍﻥ ﻗﺎﺑﻠﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭ ﺣﻀﻮﺭﻫﺎ ﻫﻮ ﺣﻀﻮﺭ ﻟﻠﺤﺎﺿﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻘﻂ، ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭ ﻻ ﺗﻘﺮﺃ ﺳﻮى ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭ ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻚ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺂ ﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺂ ﻣﺆﻗﺘﺂ، ﻭ ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﺍﻣﺎﻣﻚ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻳﻔﺮﺽ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ على ﻭﺟﺪﺍﻧﻚ ﻭ ﺇﺩﺭﺍﻛﻚ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﻳﺸﻮﻫﻪ ﻭ ﻳﻤﺤﻲ ﺧﺒﺮﺍﺗﻚ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ.
 ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺟﻤﻠﺔ "ﺷﺊ ﻛﻬﺬﺍ" ﺑﺪﻗﺎﺋﻖ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ على ﺣﻮﺍﺳﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮﻱ ﺍﻟﺤﺐ ؟، ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ، ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﺼﻴﺮ ﻛﻞ ﻛﺎﺋﻦ ﺣﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﺃﻭ ﻗﺼﺮ ؟، ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﺼﻴﺮﻙ ﻣﻬﻤﺎ ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻳﺎ ﺳﺠﻴﻦ ؟
ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ :
ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺤﺂ ﻭ ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺣﺪﺛﺂ ﺑﺎﺭﺯﺁ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺳﻮﺍﻩ ﻭ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺳﻮﻱ ﺧﻂ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻹﻟﺘﻮﺍﺀﺍﺕ ﻭ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺍﻟﺤﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺐ، ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺣﻘﺎ، ﻓﻤﺎ ﺳﺮ ﺭﻏﺒﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭ ﺟﻌﻠﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺣﺒﺂ ﻭ ﻟﻤﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺘﻤﺜﻶ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ؟!. 
ﺇﻟﺘﺰﻣﺖ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻠﻤﺲ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻟﺜﻮﺍﻥ ﻧﺎﻇﺮﺓ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﺭﺽ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻲ :
ﺭﺑﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﻣﻌﺮﻓﺔ ما ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺤﺪﺙ مستقبلآ، او معرفة ﻣﺎ ﻳﻤﻸ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ، ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻟﻔﻌﻞ ﺷﺊ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺊ ﻟﻔﻌﻠﻪ.
 ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ ﺛﻢ ﺍﺗﺠﻬﺖ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﻭ ﻟﻢ ﺃﺳﺄﻟﻬﺎ الى ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﺫﺍﻫﺒﺔ ﻭ ﻟﻢ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﻣﻨﻌﻬﺎ، ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﺃﻋﻠﻢ ﺟﻴﺪﺁ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ، حتى ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ بين اﻷنثى ﻭ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﺳﺮ ﻳﺘﻬﺎﻓﺖ ﺍﻟﻜﻞ على ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻴﺘﺴﺎﺋﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﺜﻠﻲ ﺍﻧﺎ، ﻭ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ النقطة ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻠﻤﺲ ﺍﻻﺳﻮﺩ عني.

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطيه