اكملت اليوم عام السادس بعد العشرين بنجاح تام، و هذا في حد ذاته امر يدعو للشعور بالفخر، كوننا نعيش فترة زمنية قاسية لا ترحم، و رغم انني من الذين لا يؤمنون بفكرة عيد الميلاد التي تدعو للشعور بالسعادة، لأن اعمارنا في الحقيقة مدرجة منذ لحظة الميلاد في عملية العد التنازلي، فحري بالانسان ان يبكي في عيد ميلاده لانه خسر عامآ، لا ان يفرح لانه اكمل عامآ، و لكنني سعيد نوعآ ما، لانني على الاقل اكملت محطة ما، من محطات هذه الحياة، فليلي اعرفه جيدآ كما اعرف نفسي، ﻣﻈﻠﻢ ﺟﺪﺁ، و جسدي اعرفه جيدآ كما اعرف اسمي، مجبور ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ﻳﺼﺎﺩﻗﻪ ﺗﻌﺐ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻻﻣﺪ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻤﺮ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻧﺆﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻴﺪﺁ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺤﻄﺎﺕ، ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎة ﺍﻥ ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ، ﺇﻧﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻛﻮﻧﻲ على ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ حتى الان، ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺛﺎﺑﺖ الذي لا يزال يتنفس، ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺗﻼﺷﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭ ﺗﻀﻌﻒ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻭ ﻻ ﺃﺧﻠﺪ ﺃﻱ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺍﻭ قبيحة لدرجة انني عرفت، ان اليوم عيد ميلادي عن طريق اشعار من الفيس، و لم يكن في البال او الذاكرة، ﻛﺄﻥ ﺫﺍﺗﻲ ﻣﻨﻘﺎﺩﺓ ﺍلى ﺳﺒﺎﺕ ﻗﺴﺮﻱ، حتى ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺑﺪﺍ ﻟﻲ ﻛﺮﺟﻞ ﺃﺑﻴﺾ ﻓﻲ ﺃﺑﻬﻰ ﺣﻠﺘﻪ ﻭ ﻛﻒ ﻋﻦ ﻟﻘﺎﺋﻲ، ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻨﺬﺭﻧﻲ بحفنة ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻨﻴﺎﺕ ﺍلمنسية ﻓﻴﻤﺎ تبقى ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ، ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻄﺮﺁ ﻣﻦ المأساة ﻗﺪ ﻓﻘﺪﺗﻪ، ﻛﺄﻧﻨﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﺗﻨﺎﻭﻝ ﻛﺜﻴﺮﺁ ﻣﻦ ﻓﺘﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺡ، ﻛﺄﻥ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻗﺪ ﻣﺮ ﻣﻦ امام ﻣﺤﻄﺘﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ.
إرسال تعليق