كمستشار عاطفي، كان لابد لي من نصحه بطريقة اكثر حكمة و اكثر دهاء و مكر يتغلب بها على انثاه، و في لحظة ما كانت نزوة الاستشارات العاطفية داخلي تقتحم نشوتي و انا اتخيل كيف ستنتهي القصة بعد منحه استشارتي و نصيحتي، هم يقولون عني مستشار فاشل و انا اقول عن نفسي بل مستشار بارع ضد الانوثة.
المهم قلت له : عدني اولآ بأن تفعل ما سأقوله لك تمامآ.
ففعل
عندها قلت له : اذهب و اعتزر من صديقتها و لكن لحظة ليس كأي اعتزار، يجب ان تجعل صديقتها تشعر ان اعتزارك لها ليس ﻷن هند طلبت ذلك بل ﻷنك فعلآ مخطئ و اهم شئ لا ترجع الى هند بعد ان تعتزر، ﻷنك ان فعلت سيظنان انك فعلت ما طلبته هند، بل إفعل العكس، تقرب من صديقتها و قف عند كل مآثرها و اجتهد في جعلها اكثر ارتباطآ بك، قابلها كثيرآ و الاهم يا رجل كن شخصآ محنكآ، ان الانثى بطبعها تحب الشخص الذي يؤيد رأيها و يقدر كلمتها و لا يعارض تطلعاتها، بمعنى اخر حتى ان كان رأيها خاطئآ، قل لها هذا هو عين الصوب ... يااااااالله ما اروع افكارك و آراءك ... لديك عقل يوزن بلد، و قف عند مشاكلها حتى و ان لم تقدر على حلها، فكن معها بمواقفك و كلمتك و فكرتك، و لا تنسى الامور المدرجة تحت مسمى مفاجآت الصداقة التي تغطيها الوجوه الشمعية او الورقية، مع مرور الوقت ستجد ان صديقتها قد انست بك روحآ و راحة و هو المطلوب.
فقال لي : لما كل هذا ؟
قلت له : ببساطة ﻷحد امرين سيحدث واحد منهما و كلا الامرين لمصلحتك، الاول ستجد ان صديقتها قد ارتاحت لك و ستحب طلتك و وجهك و هذا يعني لا مشاكل اخرى بسببها، ﻷن علاقتك بهند لن تنجو مالم تجعل صديقاتها و بنات عماتها و خالاتها معجبات بك و مقتنعات بك بالكلية، و الا وسوسة بسيطة من احداهن على اذن هند كفيلة بتدمير كل شئ، اما الثاني ستشعر هند ان صديقتها تفكر بك و تريدك لنفسها و هذا بدوره قد "لاحظ جيدآ اني قلت قد" تهتم بك نوعآ ما و تنافس صديقتها و لكن الشئ المؤكد و الذي ليس فيه "قد" انها لن تأخذ بأي وسوسة من صديقتها ضدك، تلك هي الانثي بكل بساطة.
فرأيت الشاب يتهلل ضاحكآ و باسمآ بإستشارتي وأخذ مني هاتفي ليطلعني بالمستجدات، و عندما غادر تعجبت من سخافة الولد و من غباء الحب و بدأت استحضر ايامي عندما كنت عاشقآ، كانوا ينادونني بالمجنون و الحمار و الغبي و الاحمق، احن فعلآ الى تلك الايام و لكني ذهبت اتخيل كيف ستكون نهاية قصة هذا الشاب.
بعد شهر و نصف اتصل بي و اخبرني ان الامور على خير و انتهت على خلاف ما كان يتوقع، ضحكت كثيرآ جدآ بل ضحكت حتى احمرت عيناي و سال الدمع مني، فقد انتهت القصة كما توقعت تمامآ، لقد احب هذا المسكين صديقة هند و هو الان يفكر في مصارحتها بهذا الحب و عندما سألته و ماذا عن هند يا رجل ؟ .. اجابني انه نسي امرها ثم قال لي، هي تستحق اكثر من ذلك، هي من تخلت عني.
و هكذا اضفت قصة جديدة الى دفتر يومياتي اثبت فيها ان العشاق اكبر حمقى، و هم لا شك اكثر الناس فقدآ للحنان، بمعنى اخر لا تصدق الافلام و حمير التمثيل، المهم بالنظر الى ما حدث ستجدونني انني اغبي مستشار عاطفي ﻷكبر الحمقى على وجه الارض.
.
.
تمت ..
إرسال تعليق