يحسبونني لا اعي اشياء كثيرة عن امور البنات، و ﻷنهن ما اكرمهن إلا كريم و ما لامهن إلا لئيم، كنت لئيمآ و بخيلآ و لكن للحق بارك الله في مجنون ليلي -قيس- علمني هذا الرجل و احاطني فهمآ بالأمور جميعها او هكذا أظن و من السخرية ان تبكي من اجل بنت، صرت الان مستشارآ في امور العواطف لبعض العاشقين الكبار الحمقى، و دائمآ ما انصف البنت و لا أدري لماذا و في ذات الوقت انصف الولد و لا أدري أيضآ لماذا، و لكن في النهاية يفترقان بسبب نظرياتي الحبية المتخلفة، ثم بعد ايام تأتيني البنت تبكي و يأتي بعدها الولد و هو يبكي و انا ابكي و يرجعان لبعضهما.
لا ادري لما ينفق الاولاد مصاريف و ايس كريمات و مناديل و ملبوسات و فلفيل شعرات و هندسة كريمات ﻷجل بنت، الامور من وجهة نظري بسيطة ان احبتك فتاة فهي لا تحتاج لذلك، و إن أنت فعلت ذلك فإنما لا تفعل ذلك من أجلها بل من أجل الأخريات، بمعني آخر يا مسكينة هو ليس مقتنع بك بما يكفي، اما يا حبيبي إذا طلبت هي منك ذلك او انك تفعل ذلك ﻷنها تحبك هكذا، فأنت حمار أو التي تحبها حمارة و من السخف ان يحب بني البشر الحمير، المهم في الامر أني تعبت من الاستشارات العاطفية و مشاكل الحب التي لا تنتهي و قررت الزواج و قد أحببت فتاة جميلة و أنيقة، عيناها تشعان بالبريق عندما تنظر الي، و فعلآ طلبتها من أبيها فوافق على خطبتي إياها فحمدت ربي علي ذلك، ﻷن ذلك جنبني ان احمل مسدسآ و اطلق النار على رأس ابيها قبل رأسها و رأسي، قال لي البعض ان تلك سنة الكون -الزواج- اجراها الله على عباده و قال لي اخرون انت فاقد حنان، و يوم خطبتي جاءني مهند الذي احب نور.
"لحظة لا اقصد ذاك الحمار الذي يعرف الحب في التمثيل فقط"
مهند هذا احب بنت جاره و جاء يطلب استشارتي، طلبت منه حينها ان أرى الفتاة اولآ، فلما رأيتها كانت جميلة انيقة فاتنة متناسقة القوام، رشيقة الحركة ظريفة الكلمات و لبقة، و الاهم تملك المالل، فأخذتني الغيرة عليه ففكرت في أخذ الفتاة منه، قلت في نفسي علي الاقل عندما اتزوجها استطيع ان ارتدي حزاء ليس قد ثقب اوله و اخره، كانت حالتي في وضع لا احسد عليه، و كان الجنيه الواحد يمكث في جيبي اسبوعآ قبل ان اصرفه على اخرة سجارة ادخنها في ثلاثة ايام محزنة، فنصحت مهند بإتباع سياسة تجاهل تسد و المسكين فعل بفتوتي تلك فأنتهي الامر بخطبتها لي، جاءني يوم خطبتي يصرخ لقد أخذت نور مني.
قلت له ببرود : تجاهلك هو السبب
فأخذ حجرآ و ضربني به و خرج ﻷجد نفسي محمولآ على أكف الصراخ بدل الزغاريد و انتهي الامر بأن لف رأسي بشاش ابيض، و بعد ايام من الخطبة اكتشفت ان اباها من اشد الناس بخلآ و هو ايضآ يحب ابنته نور حبآ جمآ، و هنا كانت الكارثة حيث اني شعرت من حديثه عن الزواج انه يريد الزفاف في صالة عفراء و مهرآ ليس اقل من سعر سيارة ال4x4 التي تقودها صديقتها و غداء و عشاء و زفة و كرامة و مائدة العريس و حفلة و ناهيك عن الشيلة، و انا المال الذي خطبتها به كنت قد استدنته من أصدقاء لي، و من هنا كان الواقع قد فرض علي التصرف بذكاء و حكمة، و الحق انا اصلا لم احب نور و انما احببت مالها، و من وجهة نظري اذا لم تحب شخصآ لشخصة فالأفضل ان تنسحب من حياته، هذه هي النظرية الجديده التي سأقابل بها مهند و بعد حوارات معه في الشارع و في ارصفة الطرقات و في البقالات و في كل مكان أراه فيه استطعت التوصل معه على اتفاق يرضي جميع الاطراف.
قلت له : لقد احزنني انني اخذت نور منك، لم اكن اعلم انك تحبها كثيرآ و الحق هي لم تكن قد احبتني و اذا لم يحبك احدآ لشخصك فالأفضل ان تنسحب من حياته، لذا قررت يا مهند التخلي عنها ﻷنها تحبك انت و ليس انا ان القدر يا صديقي ارادها ان تكون لك انت و ليست لي انا.
فرأيت ان وجهه تغير و علاه النور و اخذني في سلام بالاحضان، موقف اخر يثبت لي ان اكبر حمقى في العالم هم العشاق تتلون الدنيا في وجوههم عندما يشعرون بقرب من احبوه و تتحول الى بؤس عندما يحصل العكس، شكرآ لك، شكرآ لك يا قيس ﻷنك علمتني ان ابتعد عن درب العاشقين، ان الناس من حولي يضعون فلسفتهم الغريبة التي تنافي سيكلوجياتي اتجاه البنات، يقولون مثلآ : لا يوجد انسان لا يحب، و لا يمكن للانسان ان يعيش من غير حب، و اذا أحب الانسان قالوا عنه : فاقد حنان ليثبتوا نظريتهم تلك، المهم فسخت خطبتي بنور بعد ان اعادت الي ثلثي ما انفقته في الخطبة و الثلث الاخر تكفل به مهند من باب اثبات الرجولة لنور و اهداني حزاء جديد، اذن في كل الاحوال لست الخاسر كسبت حزاء بدل حزائي القديم.
خطب مهند نور و لكن بعد شهر فسخ مهند خطبته ايضآ، جاء يقول لي : اباها يطلب المستحيل في زواج بنته و المشكله انها توافق على كل ما يقوله، حفظت جملتها كما حفظت اسمي "صديقتي رميساء ليست افضل مني"
قلت له : ألم أخبرك بأحوال البنات يا رجل
قال : لا
قلت له : البنات ثلاث انواع.
#يتبع ....
#يتبع ....
إرسال تعليق