و عادت تسألني، برأيك ما هو اهم سبب جعل من علاقاتنا العاطفية فاشلة ؟
صمت و أخذت وقتآ طويلآ، ﻷقف على احد الاسباب التي كانت تدق رأسي، و هو الاسلام و من ثم نظرت إليها و قلت :
ﻷنك مسلمة و لم يفهم شبابنا كونك مسلمة
نظرت الي و قالت بتعجب :
مسلمة !!
قلت لها :
نعم و لا أعني ما يدور في رأسك من كلام، بأن العلاقات حرام و إنما أقصد شئ أبعد من كونها حرام فالمحاكم ممتلئة بقضايا الطلاق، بإختصار أعني يا صغيرتي أن البنت المسلمة و خصوصآ السودانية غرز فيها الاسلام حب الروح او الحب المعنوي، فالإسلام لم يهتم بجمال الجسد و الشكل و إنما إهتم بجمال الروح فإذا مات الإنسان يبقى جمال روحه فقط و في ذلك حكمة عظيمة لا أريد التفصيل فيها، و لكن دعينا في الجانب الذي يخص سؤالك، الاسلام إهتم بأخلاق الرجل و دينه و لم يهتم بمظهره و شكله و مادته و نفس الاهتمام للمرأة الي جانب حسبها و مالها، هذا بدوره جعل من المرأة المسلمة مرأة وضاءة لها جمال اخر يشق النفوس.
الفتاة الغربية عكس المسلمة تمامآ، اهتمامها الاكبر جمال المادة و الجسد فهي لا يمكنها أن تحب شاب ما لم تقضي ليلة معه و تعرف طيب لذته و جسده و بعد ذلك ذلك يمكنها أن تقرر هل تحبه و تتزوجه ام لا، أما المسلمة فهي خلاف ذلك هذا بدوره جعل الجمال لدينا يمر بنمط محدد فأنت كمسلم لا يمكنك أن تظفر بجمال المادة و الجسد دون جمال الروح ﻷن جمال الروح هو الأساس و هو الأهم و في ذلك يقول الله سبحانه و تعالى :
"الخبيثات للخبيثين و الخبيثون للخبيثات و الطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات" .. لا أعني بذلك أن شبابنا فاسد، يبحث عن جمال الجسد و المادة في كل علاقة حب مثلما يقول الناس أن الحب حرام، و لكن جمال الروح الذي اهتم به الاسلام جعل المرأة المسلمة و خصوصآ السودانية تنقاد الى طريق و بعد اكبر لم يفهمه الرجال، هذا البعد سيبقى ما بقي الاسلام، بمعني اخر لن يكسر ابدآ و لن يتلاشى و لا سبيل آخر للرجال و الشباب سوى أن يتفهموا هذا الامر.
أعني لو أن الشاب المسلم صار ﻋﺎقلآ بما فيه الكفاية ﻭ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ و لم يكن ﻣﻐﺮﻭﺭآ و لم يكن ﺑﺎﺭﺩآ لنجحت جميع العلاقات، ﻷن الفتاة المسلمة لا يهمها كثيرآ جمال الجسد و المظهر و المادة و انما الحنان و العطف و الاهتمام و عدم ذكر العيوب و القبول الحسن و النظرة الرضية، هي لا يهمها ان كنت ابيضآ ام داكنآ، فقيرآ أم غنيآ و لاتهمها صفات الرجولة كثيرآ بقدر ما يهمها من روح الرجل، بقدر أهمية إمتلاء ذلك الفراغ الروحي في حياتها، و لو أن هناك فتاة مسلمة كسرت هذه القاعدة و بحثت عن المال و الجسد و النسب، فآجلا أم عاجلآ ستقع ضحية لجمال الروح و سينتهي بها الأمر إما في محكمة تطالب بالطلاق أو العيش في بيت مليئ بالتعاسة، لا أنكر ﺃﻥ ﺣﻮﺍﺀ المسلمة و خصوصآ السودانية ﺗﻌﺸﻖ الزيف و الحسب و أزهار النقود و ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻐﺮﻡ ﺑﺮﺟﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ يديه باقة من النقود مطلقآ، حتى و إن تزوجته ﻷن الفتاة السودانية تبحث عن الدفئ و عن زهور الربيع، ﻷنها الى الآن هي الوحيدة التي لا تزال تقاتل من أجل معركتها، فواقعها و مجتمعها و ما به من ضغوطات و عادات سابقة فرض عليها قصرآ و إجبارآ أن تميل ميلآ شديدآ الى الإهتمام و العطف و المعاشرة الحسنة و التقدير و إعطاءها مكانتها الحقيقية و القدر الكافي من الحنان.
لو أن الشاب السوداني فهم أنه شاء أم أبى رغمآ عن أنفه، أنه مطالب بأن يكون :
ﺭجلآ بعقل أب ﻭ أفعال طفل، أن يكون رجلآ بقلب مراهقة، أن يكون رجلآ بصدق أم، ألا يبحث عن راحته و سعادته إلا بين عينيها، أن يكون رجلآ فتن بها فقال "أخيرآ شفيت من أمراض الحياة" .. لو حدث هذا يا صغيرتي ما كانت انتهت أي علاقة بالفشل و ما كان عشاق الأمس، اليوم هم خصوم في الأماكن و في التواصل و في المحاكم.
إرسال تعليق