رأيتك بالامس وكنت سعيداً أن هناك شيئاً بقى في اعماقي ولم ينكسر، لقد تكسرت أشياء كثيرة في حجرات قلبي، كنت دائماً أخاف عليك، ربما تمتد يد الزمن وتعبث بك، و لكنني فوجئت بأنك مازلت كما أنت في داخلي، شعرت بسعادة غريبة وأنا أرى ملامحك أمامي لم تتغير كما تغيرت في حياتي كل الاشياء
استمع للخاطرة على الموقع مباشرة :
اسم القصيدة :
ذات ليله
بصوت :
عمر محمد عطية
الشاعر :
فاروق جويدة
كلمات القصيدة :
ما الذي جعلني أتذكرك الليلة .. رغن أن هناك أياماً طويلة باعدت بيننا .. وأصبحت تلالا من الثلوج والاغتراب والوحدة .. لا أدري لماذا تذكرتك .. فجأة وجدتك أمامي .. شعرت بحرارة يديك على وجهي .. هل كان حلماً .. من أحلام اليقظة .. التي كنت استمتع بها دائما لكي لا تغيب عن بالي للحظة واحدة
حتى أحلام اليقظة لا استطيع أن أعيشها الان .. وعجبت من نفسي كيف اتذكرك انت بالذات .. وهناك أطياف وأطياف عبرت أمامي وأيام وليالي وأشياء كثيرة باعدت بيني وبينك .. فلم تعود حلماً . ولم تعود حقيقة ووجوداً .. مجرد طيف ألمح بعض ملامحه من بعيد
ما الذي يبقى في داخلنا من الايام .. نحمل فوق ظهرونا عمراً طويلاً ولا يبقى في ذاكرتنا منه سوى بضعة أيام .. ونرى وجوها كثيرة ويبقى في أعماقنا وجه واحد
رأيتك بالامس وكنت سعيداً أن هناك شيئاً بقى في اعماقي ولم ينكسر .. لقد تكسرت أشياء كثيرة في حجرات قلبي .. وكنت دائماً أخاف عليك .. ربما تمتد يد الزمن وتعبث بك .. ولكنني فوجئت بأنك مازلت كما أنت في داخلي .. شعرت بسعادة غريبة وأنا أرى ملامحك أمامي لم تتغير كما تغيرت في حياتي كل الاشياء
رأيتك وجوداً حياً مكثفاً في داخلي .. شعرت بكل الاشياء الجميلة التي عشتها معك .. يوم أن كنت أودعك وأشعر أنني أنتزع جزءاً من قلبي يرحل بعيداً عني .. شعرت بلحظات اللقاء التي كانت تجمعنا يوم كنت أطير اليك وأشعر أانا ذاهبة الى ميعادك أنني أسعد إنسانة على وجه الارض .. تذكرت لحظات عتابنا وكيف كنا نختلف لكي نعود أكثر تقارباً في الرأي والفكر والوجدان .. تذكرت تلك المرات القليلة التي افترقنا فيها لكي نعود ونحن أكثر شوقاً وأعمق حباً .. عادت الى ذهني صورتك يوم أن قررنا ذات يوم أن نفترق ولم نقدر على ذلك غير بضع ساعات لكي نعود كما كنا .... كل هذه الايام عادت الى قلبي الليلة .. ليلة عيد ميلادك .. وأنا أتذكر بمراره شديدة كيف لا أكون معك في هذه الليلة
تذكرت كل تفاصيل حياتي معك رغم أنني في أحيان كثيرة كنت أحاول أن أوهم نفسي بأنني نسيتك وكنت أرى في زحمة الحياة ومشاغلها أن أشياء كثيرة قد ملآت مكانك الذي ظل ليالي طويلة وأنت في كل جزء فيه ... رجعت الليلة .. اشتقت أيامي معك .. اشتقت حلاوة حديثك وحنانك الذي مازلت حتى اليوم أشعر باحتياج شديد له ولك .. لماذا تذكرتك الليلة بالذات .. هل لاننا نودع عاماً يرحل .. أم لاننا نستقبل ضيفاً جديداً قادماً يحمل لنا اياماًَ وعمراً جديداً .... هل لانني اغلق صفحة من عمري لافتح صفحة جديدة وفي دوامة ترتيب الصفحات ظهرت صورتك فجأة بين كل هذه الصفحات
ولكن لماذا تذكرتك أنت بالذات .. لقد تصفحت عشرات الصفحات ولم أتوقف بفكري وعقلي ووجداني الا أمام صورتك أنت .. مازلت في خيالي كما أنت بكل ما كان فيك .. ما أحببته فيك وما كرهته .. ما كان يعجبني وما لا يعجبني .. حتى أنني تذكرت فجأة أنني قد نسيت كل الاشياء التي فرقت بيننا يوماً .... حماقاتك .. عصبيتك .. سوء فهمك لي .. لم يبق منك في داخلي غير مجموعة خطوط جميلة ومضيئة اذكرها لك .. لم يبق غير ذلك الوجه الصبوح المشرق الذي احببته فيك .. لم يبق غير كلماتك برقتها وتهورها .. صدقني أشتقت كثيراً لجنونك وتهورك وحنانك وحضنك الدافئ .. ولقد استكنت بعدك .. ومنذ رحلت هدأت في داخلي كل الاشياء حتى أنني أتذكر ذلك الانسان المتمرد الذي كان في داخلي واستكان بعدك .. كانت ثورتي بعض ثورتك .. وكان جنوني من جنونك
فكيف أعيدك يا جنوني .. يا ثورتي .. لا ادري كيف أفعل ذلك
إرسال تعليق