تغيبين عني لأيام و احيانآ لأسابيع طويلة و حين تعودين، تجدينني دائمآ في انتظارك بنفس الملامح، حزين بعض الشئ و لكنني مطمئن، امنحك الإبتسامة ذاتها التي عهدتني بها، هادئ النفس و واسع الصدر، و لو كان متحاحآ لنا فعل ذلك، لكنت اقبلت عليك بيدين مفتوحتين معانقآ، رغم علمي يقينآ بأنك تبتعدين عني طوعآ منك، و تعودين الي لأنك تعلمين بأن هشاشتي معك تدفعك لوصف نفسك بالصلابة و تمنحك القوة، و لكنني لم اعترض، لم اجادلك لحظة واحدة و لم اجلس معك لأشتكي او لأصب غضبي عليك، لأنني كنت اعلم انه، كان مرآة ترين فيها ضعفك و تشردك، فلم أشأ ان اكون المرآة الثانية التي ترين فيها انكسارك.
لعلك كنت تستغربين من الطريقة التي امد فيها يدي نحوك و اطوق بها اصابعك الضعيفة و يدك الصغيرة محكمآ عليها بكفي، ناظرآ الى عينيك الحزينة، هامسآ في اذنيك، ان كل شئ سيكون بخير، كما لو انك كنز من كتب الخيال، كنت ارمي بأشواقي عليك، كما لو ان قلبك لديه ما يرميه على مسامعي، و لو كان متاحآ لنا لكنت مررت ذراعي من بين ذراعك و خصرك، ضاغطآ ببطن كفي على ظهرك و بيدي الثانية رأسك على صدري، فلقد كنت اعلم انك عندما تعودين الي، تكونين غير راغبة برؤية أي شئ اخر على هذه الدنيا غيري، ليس شوقآ و انما بحثآ عن السلام، بحثآ عن ذلك الإحساس الذي يقويك و يشد من عودك، ذلك الإحساس الذي ينبش ذاتك مخبرآ اياها بأنك لازلت مرغوبة و ان هناك شخصآ ما، لا يزال راغبآ بكل تفاصيلك، عندما تشعرين انت، بأنه لم يعد راغبآ بك.
لشدة يأسك و تحطمك، كنت في كل مرة ترجعين فيها الي بعد ان تبتعدين، ان يدوم ذلك الى الابد و بلا نهاية، لكنني لم ارفضك يومآ، لم اجعلك تشعرين و لو مرة واحدة بأنني كنت على يقين بأسباب رجوعك، بل جعلت الاحداث تحدث بكل سناريوهاتها و مشاهدها، لأنني رغم انانيتك و رغم صمتي عن الامر، كنت على يقين ايضآ بأنني آخر ما لديك من أمان، و الملاذ الأخير الذي يجمع شتاتك و يقوي ذاتك في هذا العالم المخيف، فلم اشأ سلب ذلك منك، لأنني ما اقفلت يومآ بابي في وجهك.
إرسال تعليق