تذكرين ايامنا الوردية، حينما كنت تقولين لي :
"ﺷﻮﻑ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻳﺎ ﻧﻄﺒﺦ ﺳﻮﺍ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ، ﻳﺎ ﻧﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ"
ﻭ ﺗﺸﺮحين ﻟﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻃﺒﺦ ﺍﻟﺮﺟﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺻﻮﻟﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺡ، ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﻔﻒ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، لم اخبرك حينها انني اعرف جيدآ انك تجيدين فقط اعداد ﺍﻷﺭﺯ ﻭ سلطة "ﺍﻟﺪﻛﻮﺓ" ﻭ ﺍﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻔﻮﻝ ﺑﻤﻠﺢ ﺯﺍﺋﺪ، ﻭ ﺃنك كنت ﺗﺴﺄلين ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺃمك ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ، ﺛﻢ تتغمصين دور الخبيرة و تقومين ﺑﺸﺮﺣﻬﺎ لي، ﻛﺄنك ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﺦ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻻﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ.
لم أشأ أن اشعرك ﺃﺑﺪﺁ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻓﻀﻞ منك ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺮ، ﻭ ﺟﻌﻠﺖ منك ﺍﻻﺳﺘﺎﺫﺓ ﻭ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ، ﻭ ﻛﻨﺖ ﺩﺍﺋﻤﺂ ﻣﺎ ﺃتجادل معك ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﺩﻳﺮ ﻟﻜﻞ ﻃﺒﺨﺔ، حيث ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ لك :
ﺃﻣﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺗﻜﻔﻲ ﻣﻠﻌﻘﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺢ، ﻭ ﺃﻻ ﻧﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺖ
ﻓﺘﻘﻮلين ﻟﻲ :
ﺍﻟﻤﻠﺢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻳﺮﻳﺤﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺴﻜﺮ، ﻭ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﻢ
ﺛﻢ تختمين ﻛﻼمك "ﻫﺬﻩ ﻭﺻﻔﺎﺗﻲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻚ، ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻧﻄﺒﺦ ﻣﻌﺂ، ﻓﻠﻮ ﻇﻠﻠﺖ تجادلني ﻫﻜﺬﺍ ﺑﻴﻦ ﻣﻘﺎﺩﻳﺮ ﻭﺍﻟﺪﺗﻚ ﻭ ﻣﻘﺎﺩﻳﺮﻱ، ﺳﻮﻑ ﺃﺿﻤﻦ ﻟﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻮﻑ ﻧﻤﻮﺕ ﻣﻌﺂ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ".
هل تتذكرين اليوم الذي ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻲ فيه ﺩﻋﻮﺓ، ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﻛﺒﺮﻱ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ، ﻭ ﺃﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃنك ﻃﺒﺨﺖ ﻟﻲ ﺷﻴﺌﺂ، كنت ﻗﺪ ﻃﺒﺨﺖ ﻟﻲ ﺧﻀﺮﺓ بالأرز، ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭ ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻋﻦ ﺭﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺮ، ﻗﻠﺖ لك ﺃﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﺳﺎﻧﺪﻭﻳﺘﺶ ﺍﻟﻄﻌﻤﻴﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﺎ، ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﻭ ﺃﺑﺘﺴﻤﺖ ﻗﺎﺋﻠﺔ، ﺇﺫﺁ ﻟﻘﺪ ﺃﻋﺠﺒﺘﻚ.
الثالث عشر من نوفمبر من عام الفين و ستة عشر، إلتقيت بك ﺻﺪﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪﺁ، ﺻﺎفحتك ﻭ ﺳﻠﻤﺖ عليك ﻭ ﺃﻣﻀﻴﺖ معك ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻭ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺇﺳﺘﻌﺪﻧﺎ ﺫﻛﺮﻳﺎتنا في ﺍﻟﻄﺒﺦ ﻣﻌﺂ، هل تتذكرين ذلك اليوم ام نسيت الامر ؟!، يومها امضينا معظم الوقت ﻧﻀﺤﻚ ﻭ ﺃﺣﻴﺎﻧﺂ ﻧﺼﻤﺖ، ﺛﻢ ﺳﺄلتك عنه، فقلت لي انه بخير و لكنه ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ، ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺎﻣﻠﻨﻲ ﻛﺄﻥ ﻻ ﺃنثى ﺳﻮﺍﻱ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺭﺽ على خلافك انت، و ﻋﻨﺪ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ قلت ﻟﻲ اﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻭ ﻟﻦ ﻳﺤﺒﻪ، ودعتك حينها بإبتسامة زائفة تعلو محياي، و كلي ندم على تلك اللحظات التي امضيتها معاك، تلك الجملة -على خلافك انت- التي ربما قصدت نطقها او ربما زل لسانك فاضحآ دواخلك، كانت بمثابة السهم الذي اخترق قلبي، و لكنها جعلتني اسأل نفسي، هل يا ترى بعد كل ذلك كان تعاملي معك عاديآ، هل يا ترى فضلت يومآ احداهن عليك ؟!.
إرسال تعليق