قالوا لي :
ﻻ ﺗﺤﺐ فتاة هادئة، لا تحب فتاة لا تضع نفسها في مقامها الاول و لا تهتم بهيئتها، فتاة لا تشع نارآ، و لا تدمي قلبآ، فلا يمكن لرجل ذكي ان يختار فتاة لا تجعل منه مجنونآ، و لا تمنح قلبه إلا ثلجآ و بردآ، فمثلما ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺫكيآ، كذلك ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﺾ وجدآ فقط لا يجعل من الحب ابديآ، بل ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ يغلى ﻭ من ثم يضخ فيه، ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ الفتاة الهادئة التي لا تضع حلتها من اساسيات مظهرها عادة ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ، ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﻻ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﺐ انثى اكبر همها السجية النمطية التي تقول "كوني بسيطة على الماهية التي خلقت بها، فذاك مقامك الاول كأنثى" فعلى الانثى ان تكون عصرية متحضرة.
قالوها لي و لكنني لم اخبرهم ساعتها عن انثى بنكهة البساطة توجتها ملكة في نظري، فتاة وضعت الهدوء تاجآ على رأسها فمنحها جمالآ فوق جمالها، و حاطها بهالة منحت قلوب الاخرين نورآ قبل ان تكون لها ضياء، لم اخبرهم عن لليان، لليان يظهر جمال اسنانها في ابتسامتها، و جمال وجهها في خديها، و حلاوة عينيها في خجلها، و انوثتها في بساطة ملابسها، لليان لا تهتم بمساحيق التجميل و لا بالعطور التي تنبعث رائحتها من بعيد، و لا بمظهر جسدها امام الاخرين، و رغم ذلك كانت الوحيدة التي استطاعت ان تسرق نظرتي من اول وهلة رأيتها، لم تكن صورة نمطية متكررة، لم تكن عصرية بتلك الهيئة التي عهدتها في معظم فتيات EDC، لليان فتاة تفهم الالم قبل الوجع، و ليس كتلك التي يستحيل عليها ان تفهم معاناتك ﻭ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﻗﺤﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ لتظن او لتخبرك علانية انها مجرد ﺩﺭﺍﻣﺎ، لليان فتاة تصارع الحياة ببساطتها و لا تسمي كل ما لم تجده حرمان، بهدوء تصرفاتها و صوتها تفهم عجزك و ضعف حيلتك، بهدوء نفسها و رصانة عقلها و بياض قلبها تفهم وجهة نظرك و تتقبلها، لليان انثى لأنها ليست مهووسة بالظهور و لا تفضل ما هو ثمين حتى و لو كان متطلبآ أساسيآ على ما هو بسيط، لأن في البساطة جمالآ حقيقيآ صادقآ و معبرآ.
لليان لم اعهدها كثيرة الكلام، و لا رديئة الذوق، لم اعهدها فتاة طاردة لا تحرك الكلمات و لا الموسيقى شيئآ في دواخلها، فتاة قوية رغم ضعفها كأنثى، هي فتاة تجعلك تؤمن بانه ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻛﻠﻬﺎ، ﻻ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺣﺐ فتاة متصنعة، في حب انثى جميلة متحضرة و لكنها ﻻ ﺗﻔﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ و لا الم الحياة و لا بساطتها، هي الروح التي تشعر الجسد بوجود حياته، هي شمعة ترشدك الى المعنى الحقيقي للجمال، الى الرقة التي تشعرك ان الحياة لا تزال بخير، لليان هي بساط الامل الذي يحمل نعمة الله على عباده، بأنه لا يزال في المرأة ملاذ و امان و هواء متردد يهب للرجل حياته و قيمته و قوته، هي آية إلهية تجعلك ترى جمال النفس البشرية و عظمة الله في خلقها، و كيف ان للروح جمال قبل ان يكون للجسد جمال.
إرسال تعليق