كانت تقرأ لي فقرة من الوحدة السادسة من كتاب بري 2، لكنني لم أكن أتابع ما تنطقه من كلمات انجليزية، بل كان تركيزي كله منصبآ على نعومة و عزوبة صوتها، منصبآ على حركة شفتيها التين تتحركان بصورة بطيئة في كل تعتعة تصدرها محاولة نطق الكلمات الصعبة في الوحدة، و كانت الضحكة التي تصدرها عندما تعجز عن نطق كلمة ما، تزداد بشكل خاص اكثر جاذبية و فتنة خاصة في اللحظات التي تتوقف خلالها عن القراءة و تقول لي فيها بعض الكلمات بلهجتها السودانية الواضحة البسيطة و البطيئة في ذات الوقت، لتخطف قلبي و تسرق من شفتاي غصبآ عني إبتسامة متبادلة.
أكثر الرجال حظآ هم أولئك الذين توجد في حياتهم امرأة او فتاة سودانية بسيطة في إنفعالاتها و عباراتها و لكنها راقية في مفاتنها العفيفة، سواء كانت زوجة، حبيبة، صديقة، شقيقة ام طالبة أو حتى ابنة، إنها تثبت لك انه لا يزال في هذه الحياة نورآ يعطيك الدافع لتعيش، يعطيك القوة لتقاتل، و ذلك بمجرد أن تتحدث فقط ، بمجرد الانصات لها، و حتى في اللحظة التي تبتسم فيها ملئ شفتيها.
إرسال تعليق