إنني أحمي نفسي من هذا العالم المختل عن طريق بنيان صرخ شامخ من الإيمان، أعمدته التي يستند عليها هي المعرفة و اللغة و الهدف، الإيمان بأنه يجب علي أن املأ حياتي بالحماقات و الأخطاء و التجارب لأجلس علي الأقل علي حافة العمر لأقول لأحفادي او لأبنائي بأنني عشت رحلة طويلة مليئة التراهات و لكنها جعلتني ما أنا عليه، إنني أحمي نفسي بالقراءة و المشاهدة ناظرآ بعين حب الإكتشاف حيث أتلذذ بقراءة الكتب التي نصوصها غير واضحة و اتجمل بالقفز من لهجة عربية الي لهجة غربية، فكل كلمة جديدة و كل تجربة أخوضها ضد هذه الحياة هي قوت و زاد لهذا الجسد بأن يصمد و لهذا العقل بأن ينضج، أحمي نفسي بأن أحاول ألا أحتك بالبشر كثيرآ في تفاصيل حياتهم و لا في تصرفات أفعالهم و بأن أحترم الآخر قدر إستطاعتي، الآخر ليس منافسآ لي لأن حظه من الحياة أفضل، الآخر هو كينونة أخرى نمت و كبرت و كونت ذاتها و تشكلت لتصنع لنفسها حظآ، أنا أحمي نفسي بوضع عيني في جميع منافذ الحياة و بالنظر بعين روية ثاقبة ثابتة في جميع إتجاهاتها و ألا أسمح لذاتي بأن تكون سجينة الأعراف و التقاليد، أسيرة الأفكار المتكررة و الأحلام المتوارثة و القلوب التي لا تعرف ماذا تريد بالضبط، أنا أحمي نفسي لأن هذه الحياة مسرح كبير يحتاج أناسآ تعيش جميع أدواره بقلوب تعرف كيف تحمي نفسها و بنفوس تعرف كيف تحقق طموحها و بأجساد تعرف كيف تستطيع السير دون أثقال فوق طاقتها.
إرسال تعليق