و لماذا انت متشائم يا صديقي، لا شئ مختل في حياتك، لا تهتم بهؤلاء الحمقى و المنافقون، كلهم يا صديقي مزيفون، لا الشاعر المليئ شعره بالغزل و العاطفة عاشق، و لا المغني الذي ينشد كلماته العزبة صادق، و لا الجندي المتحمس الذي يصيح الله اكبر و الحامل سلاحه يحب وطنه، و لا ذاك السياسي الذي يظهر في التلفاز يهمه مصلحة البلد، و لا المذيع الذي يقدم برنامجآ محوره التربية و الثقافة مثقف، و لا رجل الدين الذي يخاطب الناس يعرف الله، و لا ذاك الذي يرفع صوته مهاجمآ اوضاع الوطن همه تقدمه بقدر ما يهمه ما يملأ بطنه، و لا كادح العلم في علمه مخلص، فلا تحزن و لا تتثاقل في نظراتك، نحن سيئان في نظرهم لأننا لسنا مثلهم، لأننا لسنا بمنافقين، نكتب نثرآ مليئآ بالعاطفة و لا ننكر أننا نمقت الحب، ننشد كلماتنا طربآ و نقول لهم نحن كاذبون، نتحدث عن الثقافة و التربية و لا ننكر في وجوهم اننا اكبر "قليلي الادب و الصعاليق" في هذه البقعة من الأرض، نتحدث في الدين و لا ننكر أننا مذنبوب و خاطئون، و نهاجم الحكومة و الاوضاع لان بطوننا تهمنا اكثر، و اما العلم نكدح فيه سويآ و لكننا لا نتوارى خلف درجاته و شهاداته و مرتباته، هل رأيت يا صديقي نحن لسنا مثلهم، نحن علي الأقل صادقون و لا نشف محاسننا لنستر عيوبنا، لذا لمم رفاتك و دعنا نمضي فيما نحن ماضون فيه.
إرسال تعليق