ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻈﻴﻤﺂ ﺣﺘﻲ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻭﺣﺪﺗﻪ .. ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﺷﻌﺐ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﺘﻨﻮﻉ ﺟﻤﻌﺘﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﺃﺭﺽ ﺛﻢ ﺻﻬﺮﺗﻪ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺑﺎﻟﺴﻨﻴﻦ ﻓﺘﻜﻮﻧﺖ
ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﻭ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺗﺠﻬﺎ ﺳﺒﻴﻜﻪ ﻗﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﻧﺔ ﺻﻠﺒﺔ ﻭﻗﻔﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭ ﺻﻤﺪﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺻﺎﻣﺪﺓ ﻭ ﻟﺴﻮﻑ ﺗﻈﻞ ﻗﻮﻳﺔ ﺻﺎﻣﺪﺓ ﺻﻠﺒﺔ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻲ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺩﻣﺎﺀ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺷﻌﺐ ﻭ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺎﺩﺓ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻮﻳﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻦ ﻳﺮﺿﻲ ﻣﻄﻠﻘﺂ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﺛﺎﻧﻮﻱ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﻟﻦ ﻳﺮﺿﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻲ ﺇﺗﻼﻑ ﺍﻭ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺒﻴﻜﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﻪ ﺍﻟﻤﺘﻴﻨﺔ ﺍﻟﺼﻠﺒﺔ ﻭ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ .. ﻭ ﻣﻦ ﻳﻔﻘﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺍﻃﻨﺂ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺂ ﺣﻘﻴﻘﺂ .
ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﻭ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺗﺠﻬﺎ ﺳﺒﻴﻜﻪ ﻗﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﻧﺔ ﺻﻠﺒﺔ ﻭﻗﻔﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭ ﺻﻤﺪﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺻﺎﻣﺪﺓ ﻭ ﻟﺴﻮﻑ ﺗﻈﻞ ﻗﻮﻳﺔ ﺻﺎﻣﺪﺓ ﺻﻠﺒﺔ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻲ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺩﻣﺎﺀ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺷﻌﺐ ﻭ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺎﺩﺓ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻮﻳﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻦ ﻳﺮﺿﻲ ﻣﻄﻠﻘﺂ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﺛﺎﻧﻮﻱ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﻟﻦ ﻳﺮﺿﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻲ ﺇﺗﻼﻑ ﺍﻭ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺒﻴﻜﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﻪ ﺍﻟﻤﺘﻴﻨﺔ ﺍﻟﺼﻠﺒﺔ ﻭ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ .. ﻭ ﻣﻦ ﻳﻔﻘﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺍﻃﻨﺂ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺂ ﺣﻘﻴﻘﺂ .
إرسال تعليق