ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺨﻠﻂ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺭﻏﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻨﻘﻒ ﻗﻠﻴﻶ .. ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺣﻖ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻟﻌﺒﺪﻩ ؟ ! .
ﺇﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺳﻮﻑ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺁ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻤﺎ ﻧﻤﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺻﻌﺒﺔ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﻮﺭ ﻭ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﺃﻋﻨﻲ ﺿﻌﻒ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ .
ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﻔﻰ ﻭ ﺃﻧﺘﻬﻰ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻭ ﻳﻜﺜﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ .
ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺳﻤﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻣﻠﻴﺂ ﻭ ﻳﺘﻔﻜﺮ ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻨﻴﻪ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺣﺎﻟﻪ ﺑﻤﺎ ﻫﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻭ ﻓﻘﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﻫﻢ ﺃﻏﻨﻲ ﻣﻨﻪ .
ﺇﻥ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﻓﻄﺎﺭ ﻓﻮﻵ ﺍﻭ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﺎﻝ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﻳﻮﻣﻚ ﻓﻘﻂ ﻭ ﺃﺥ ﻟﻚ ﻳﻔﻄﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭ ﻳﺘﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﻇﻠﻤﻚ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻘﻮﺩﻙ ﺍﻟﻲ ﺣﻤﻞ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻴﻨﻪ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺿﻲ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﺃﺧﻴﻚ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﻄﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻭﻋﺪﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻓﻠﻢ ﺗﻨﻢ ﻭ ﺑﻄﻨﻚ ﺗﺌﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭ ﻟﻢ ﺗﺼﺒﺢ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻄﺒﺨﻚ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻚ ﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻷﺧﻴﻚ ﻓﻠﻮ ﺗﻔﻜﺮﺕ ﻗﻠﻴﻶ ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺃﻧﻚ ﺃﻓﻀﻞ ﺣﺎﻵ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻣﻌﻚ ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﻪ .
ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻃﺮﺡ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻮﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻘﺼﺪ ﺃﻭﺿﺢ .. ﺃﻧﺖ ﻛﻤﺴﻠﻢ ﻭ ﻛﻌﺎﺑﺪ ﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻟﺘﻤﻀﻲ ﺳﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮﻙ ﻣﺘﺮﻓﻬﺂ ﺑﻬﺎ ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﺒﺘﻠﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻷﺧﺮﻱ ﻭ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻷﺧﺮﻱ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺿﻲ ﻧﻠﺖ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻭ ﺃﻋﻈﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .. ﻓﺎﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻬﻲ ﻣﺖ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻱ ﺣﻤﻞ ﺛﻘﻴﻞ ﻭ ﺑﻼﺀ ﻛﺒﻴﺮ ﻭ ﻋﻈﻴﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻜﺒﺮ ﻭ ﻋﻈﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭ ﺗﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺪ ﻗﻮﺕ ﻳﻮﻣﻚ ﻓﻘﻂ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﻮﺕ ﻟﻦ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻭ ﻻ ﻋﻦ ﺻﺮﻑ ﻭ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻤﻨﻲ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﻣﺎﻵ ﻟﺘﻨﻔﻘﻪ ﻭ ﺗﻨﺎﻝ ﺍﻻﺟﺮ ﻓﻠﻚ ﺍﻻﺟﺮ ﻛﻤﻦ ﻫﻮ ﺃﻧﻔﻖ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﻈﺎﻟﻢ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻤﻊ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻭ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﻈﺎﻟﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻓﻲ .. ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺗُﻌﻜﺲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ .
ﺗﺨﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺗﺄﻛﻞ ﻗﻮﺕ ﻳﻮﻣﻚ ﻭ ﺗﻨﺎﻝ ﺭﺯﻗﻚ ﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺗﻤﻸ ﺑﻄﻨﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻸ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﻄﻨﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﺗﻨﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻵﺧﺮﻭﻳﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﻠﻪ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻐﻨﻲ .
ﻭ ﻻ ﺗﻨﺴﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﺘﻨﻪ ﻓﻤﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﺍﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻚ ﺧﻴﺮﺁ ﺑﺄﻥ ﺟﻨﺒﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﻪ ﻟﻴﻌﻄﻴﻚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ .
ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺣﺎﻟﻚ ﺑﺄﺣﻮﺍﻝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭ ﺃﺭﺿﻲ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻚ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺳﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻴﺮ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﺴﻴﺮ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻭﻗﺘﻴﻪ .
ﺇﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺳﻮﻑ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺁ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻤﺎ ﻧﻤﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺻﻌﺒﺔ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﻮﺭ ﻭ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﺃﻋﻨﻲ ﺿﻌﻒ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ .
ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﻔﻰ ﻭ ﺃﻧﺘﻬﻰ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻭ ﻳﻜﺜﺮ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ .
ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺳﻤﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻣﻠﻴﺂ ﻭ ﻳﺘﻔﻜﺮ ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻨﻴﻪ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺣﺎﻟﻪ ﺑﻤﺎ ﻫﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻭ ﻓﻘﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﻫﻢ ﺃﻏﻨﻲ ﻣﻨﻪ .
ﺇﻥ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﻓﻄﺎﺭ ﻓﻮﻵ ﺍﻭ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﺎﻝ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﻳﻮﻣﻚ ﻓﻘﻂ ﻭ ﺃﺥ ﻟﻚ ﻳﻔﻄﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭ ﻳﺘﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﻇﻠﻤﻚ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻘﻮﺩﻙ ﺍﻟﻲ ﺣﻤﻞ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻴﻨﻪ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺿﻲ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﺃﺧﻴﻚ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﻄﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻭﻋﺪﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻓﻠﻢ ﺗﻨﻢ ﻭ ﺑﻄﻨﻚ ﺗﺌﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭ ﻟﻢ ﺗﺼﺒﺢ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻄﺒﺨﻚ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻚ ﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻷﺧﻴﻚ ﻓﻠﻮ ﺗﻔﻜﺮﺕ ﻗﻠﻴﻶ ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺃﻧﻚ ﺃﻓﻀﻞ ﺣﺎﻵ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻣﻌﻚ ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﻪ .
ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻃﺮﺡ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻮﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻘﺼﺪ ﺃﻭﺿﺢ .. ﺃﻧﺖ ﻛﻤﺴﻠﻢ ﻭ ﻛﻌﺎﺑﺪ ﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻟﺘﻤﻀﻲ ﺳﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮﻙ ﻣﺘﺮﻓﻬﺂ ﺑﻬﺎ ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﺒﺘﻠﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻷﺧﺮﻱ ﻭ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻷﺧﺮﻱ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺿﻲ ﻧﻠﺖ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻭ ﺃﻋﻈﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .. ﻓﺎﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻬﻲ ﻣﺖ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻱ ﺣﻤﻞ ﺛﻘﻴﻞ ﻭ ﺑﻼﺀ ﻛﺒﻴﺮ ﻭ ﻋﻈﻴﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻜﺒﺮ ﻭ ﻋﻈﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭ ﺗﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺪ ﻗﻮﺕ ﻳﻮﻣﻚ ﻓﻘﻂ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﻮﺕ ﻟﻦ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻭ ﻻ ﻋﻦ ﺻﺮﻑ ﻭ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻤﻨﻲ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﻣﺎﻵ ﻟﺘﻨﻔﻘﻪ ﻭ ﺗﻨﺎﻝ ﺍﻻﺟﺮ ﻓﻠﻚ ﺍﻻﺟﺮ ﻛﻤﻦ ﻫﻮ ﺃﻧﻔﻖ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﻈﺎﻟﻢ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻤﻊ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻭ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﻈﺎﻟﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻓﻲ .. ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺗُﻌﻜﺲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ .
ﺗﺨﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺗﺄﻛﻞ ﻗﻮﺕ ﻳﻮﻣﻚ ﻭ ﺗﻨﺎﻝ ﺭﺯﻗﻚ ﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺗﻤﻸ ﺑﻄﻨﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻸ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﻄﻨﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﺗﻨﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻵﺧﺮﻭﻳﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﻠﻪ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻐﻨﻲ .
ﻭ ﻻ ﺗﻨﺴﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﺘﻨﻪ ﻓﻤﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﺍﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻚ ﺧﻴﺮﺁ ﺑﺄﻥ ﺟﻨﺒﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﻪ ﻟﻴﻌﻄﻴﻚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻓﺄﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ .
ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺣﺎﻟﻚ ﺑﺄﺣﻮﺍﻝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭ ﺃﺭﺿﻲ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻚ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺳﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻴﺮ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﺴﻴﺮ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻭﻗﺘﻴﻪ .
إرسال تعليق