ﻻ ﺃﺯﺍﻝ ﺍﺣﻦ ﺇﻟﻲ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺍﺳﻲ ﺇﻟﻲ ﺃﻫﻠﻲ ﻭ ﻋﺸﻴﺮﺗﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﻴﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭ ﺗﺮﺗﺎﺡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻻ ﺃﺯﺍﻝ ﺃﺣﻦ ﺇﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺯﺩﺍﻧﺖ ﺃﺭﺿﻪ ﺑﺎﻟﺤﻘﻮﻝ ﻭ ﻧﺒﺖ ﻋﻠﻲ ﺷﺮﻳﺎﻧﻪ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﻭ ﺳﺮﻱ ﺩﻓﺊ ﺍﻟﺤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﻪ ﻋﻠﻲ ﻧﻴﻠﻪ ﻣﺎﺀ ﻋﺬﺏ ﺑﻴﻦ ﺳﻄﻮﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﻋﻪ ﺗﺠﺴﺪﺕ ﺣﻜﺎﻳﻪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﺸﻖ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻓﺮﻭﺍﻩ ﻓﻲ ﻣﻌﻴﻦ ﺣﺒﻪ ﻭ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﺖ ﺛﻤﺮﺗﻪ ﺍﻷﻟﻔﻪ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ - ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ - ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﺖ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﺪﺍﻧﻪ ﻟﻮﺣﻪ ﺑﺎﺩﻳﻪ ﻟﻠﺰﻣﺎﻥ ﻭ ﻋﻠﻖ ﻋﻠﻲ ﺃﺳﻘﻒ ﻗﻠﺒﻪ ﺻﻮﺭﻩ ﻻﺗﺨﻔﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺒﺼﺮ ﻭ ﻻ ﻋﻠﻴﻞ ﺳﺮﺕ ﻓﻲ ﺩﻣﻪ ﻋﺸﻘﺂ ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻭ ﺭﺍﺋﺤﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺑﺪﺭﺁ ﻭ ﻧﻬﺮﺁ ﻭﺣﺮﺑﺂ ﻭ ﺳﻠﻤﺂ ﻭ ﻣﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﻪ ﻭ ﺣﺮﻛﻪ ﻭ ﻧﻔﺲ ﻓﻼ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺮﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺣﺘﻲ ﺗﺘﻨﻔﺲ ﺃﻭﻛﺴﺠﻴﻦ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﺪﺍﻓﺊ ﻣﻦ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺘﻼﺯﻣﻴﻦ ﻛﻌﻤﻠﻴﺘﻲ ﺍﻷﻛﺴﺪﻩ ﻭ ﺍﻷﺧﺘﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺧﺮﻱ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻛﻮﻥ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﺭﻉ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺛﺎﻧﻲ ﺃﻛﺴﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﺫﻱ ﻓﺈﻥ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺛﺎﻧﻲ ﻋﺸﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﻨﻌﺶ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﻪ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﻓﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻣﺎ ﺑﺠﺮﺡ ﺳﻘﺎﻳﻮ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻨﺨﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺠﺮﺡ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﻪ ﻣﺘﺨﻠﻠﻪ ﺍﻟﺨﻀﺮﻩ ﺣﻀﻨﺂ ﺩﺍﻓﺌﺂ ﻭ ﺻﺪﺭﺁ ﻭﺍﺳﻌﺂ ﺣﻮﻱ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭ ﺳﻴﻘﺎﻧﻪ ﺍﻟﺒﺎﺳﻘﻪ ﻗﻮﺍﻣﺂ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺤﻜﺎﻳﻪ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺪﻭﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﻪ ﻫﻲ ﺗﺤﻨﻮ ﺑﺄﻭﺳﻊ ﺍﻷﺣﻀﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻧﻤﺖ ﺟﺰﻳﺮﻩ ﺗﺠﺴﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ ﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺟﻤﺎﻵ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﻬﺎ ﺟﺰﻳﺮﻩ ﺇﻗﺮﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﻭ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺨﻀﺮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺴﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺣﻠﻤﺂ ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻮﺱ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﻪ ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﻭ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭ ﻳﺎ ﺗﺮﻱ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﺭﻭﺡ ﺫﺍﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ؟ ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﺸﻘﻪ ﻟﻠﻄﻴﻦ ﻓﻴﺮﺳﻤﻪ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﻩ ﺻﻮﺭﻩ ﺗﻤﺎﺯﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﺝ ﻭ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ؟
ﻭ ﻳﺎ ﺗﺮﻱ ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﻧﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ؟
ﻫﻞ ﺳﻴﺘﺬﻛﺮﻧﻲ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ؟
ﻫﻞ ﺳﺘﺘﺬﻛﺮﻧﻲ ﺍﻟﺰﻭﻳﺮﻩ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﺍﺯ ﻭ ﻛﻴﺮﻧﺎﺑﻲ ﻭ ﻛﻮﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺒﻄﺎﺭﻳﻦ ؟
ﺃﻡ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﺳﻮﻑ ﺗﻨﺒﺬﻧﻲ ﻭ ﺗﺒﻌﺪﻧﻲ ﻋﻦ ﺣﻀﻨﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻃﻮﻝ ﻏﻴﺎﺑﻲ !
ﻭ ﻳﺎ ﺗﺮﻱ ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﻧﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ؟
ﻫﻞ ﺳﻴﺘﺬﻛﺮﻧﻲ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ؟
ﻫﻞ ﺳﺘﺘﺬﻛﺮﻧﻲ ﺍﻟﺰﻭﻳﺮﻩ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﺍﺯ ﻭ ﻛﻴﺮﻧﺎﺑﻲ ﻭ ﻛﻮﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺒﻄﺎﺭﻳﻦ ؟
ﺃﻡ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﺳﻮﻑ ﺗﻨﺒﺬﻧﻲ ﻭ ﺗﺒﻌﺪﻧﻲ ﻋﻦ ﺣﻀﻨﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻃﻮﻝ ﻏﻴﺎﺑﻲ !
إرسال تعليق