ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻣﻮﺳﻲ
ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺣﻔﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ
ﺗﺒﺮﻡ ﺩﺍﺧﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻨﻲ
ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ
ﻭ ﻟﻮ ﺃﻧﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺴﺒﻘﺂ ﻟﺘﺼﺮﻓﺖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﺃﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻛﻮﻥ
ﺳﻌﻴﺪﺁ ﺍﻭ ﻏﺎﺿﺒﺂ ﻣﺠﺒﻮﺭﺁ ﻏﻴﺮ ﺭﺍﺿﻴﺂ
ﻟﻜﻦ ﺍﻻﻣﺮ ﻛﺎﻥ ﺇﺣﺴﺎﺳﺂ ﻣﺨﺘﻠﻔﺂ
ﻟﻢ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺭﻓﺎﻗﻲ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﺷﺮﻃﺂ ﻟﺨﺮﻭﺟﻬﻢ ﻭ ﺑﺪﺀ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﻢ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﺸﻮ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻫﻨﺎﻙ
ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻚ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺩﺍﺧﻠﻚ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺁ ﻟﻠﺘﺤﻜﻢ
ﻓﻴﻪ ﺑﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺄﺳﻮﺭﺁ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺪﻫﺸﻪ
ﺣﺘﻲ ﻭ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺒﺪﻭﺍ ﻋﻨﻴﺪﺁ ﺣﻴﻨﻬﺎ
ﻭﻗﻔﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻭ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻲ
ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﻢ
ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ
" ﻑﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻧﺴﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﻬﺰﻩ ﻓﺸﻞ
ﻟﻜﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ
ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻭﺍﺿﺤﺂ
ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .. ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻓﺸﻠﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﻪ "
ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﻟﻲ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﺮﺩﺩﻭﻥ ﺧﻠﻒ ﻋﻤﺮﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ
ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻏﻔﻠﺖ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻧﺴﺤﺒﺖ ﻣﻨﻬﻢ
ﻭ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﺷﺊ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺣﺴﺴﺖ
ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﻳﺤﻖ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻭﺍﻗﻔﺂ ﻫﻨﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﻠﺴﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻣﺘﺎﺑﻌﺂ
ﻓﻘﺮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺧﺮﻱ
ﻛﻨﺖ ﻛﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺳﺎﺑﻘﺂ ﺷﺊ ﻭ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﻋﻴﻨﺎﻱ
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺷﺊ ﺁﺧﺮ
ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻲ ﺃﻋﺒﺖ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺣﻴﻨﻬﺎ
ﺑﻴﻦ ﻓﻘﺮﺍﺗﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ
ﺃﻥ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻴﻊ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻧﺎ
ﻏﻀﺒﺂ ﻭ ﺯﻋﻶ ﻭ ﺣﺰﻧﺂ ﻻ ﺗﺤﺘﺴﺐ
ﻷﻧﻬﺎ ﺳﻮﻑ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺒﺜﺂ ﺛﻘﻴﻶ
ﻋﻠﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ
ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﻼ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻧﻌﻴﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺮﺟﺔ
ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﺬﻛﺮ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻓﺎﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺴﺘﺤﻀﺮﻩ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻛﺘﻠﻚ
ﻋﻠﻲ ﺣﻴﻦ ﺻﻤﺖ ﻭ ﺇﻋﺠﺎﺏ
ﺳﻮﻑ ﻳﺼﻴﺮ ﺣﺎﺿﺮﺁ ﻭ ﺳﻴﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﻭ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻤﻦ ﻳﻤﺴﻜﻮﻥ ﺣﺮﻓﺂ ﻭ ﺑﻮﺣﺂ
ﻓﻲ ﺣﻨﺎﺟﺮﻫﻢ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻜﻮﻥ
ﻋﻦ ﻣﺪﻱ ﺃﺳﻔﻲ ﻭ ﺗﺄﺳﻔﻲ
ﻓﺸﻜﺮﺁ ﺃﻧﻴﻘﺂ ﻟﻜﻞ ﻷﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻓﻲ
" ﻟﻴﻔﻞ "6 ﻣﻊ ﻛﺎﻣﻞ ﺇﻋﺘﺬﺍﺭﻱ ﻭ ﺃﺳﻔﻲ
ﻓﻼ ﺷﺊ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﻏﻴﺮ
ﺃﻥ ﺍﺻﺎﻓﺢ ﺃﺭﻭﺍﺣﻜﻢ ﺗﻠﻚ
إرسال تعليق