ﻋﻠﻲ ﻣﺪﺍﺭ ﺇﺛﻨﺎﻥ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺂ
ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺗﺄﺛﺮ ﺑﺪﻣﻮﻉ
ﺍﻷﻧﺜﻲ ﺣﺘﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ
ﺍﻻﻓﻼﻡ .
ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢ ﻗﻂ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺗﺒﻜﻲ
ﺃﻧﺜﻲ ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ
ﻣﺴﺘﺮﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ
ﻛﺎﻥ ﺷﻌﻮﺭﺁ ﻏﺮﻳﺒﺂ ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ
ﻛﻨﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ . ﻟﻢ ﺃﺭﻱ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﺗﺒﻜﻲ
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ
ﺣﺒﺲ ﺍﻟﺪﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺟﻔﻨﻴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻣﻲ
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺘﻴﻦ ﻇﻠﺘﺎ ﺗﺨﺒﺮﺍﻧﻲ
ﺇﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺒﻜﻲ ... ﺇﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺮﺗﺎﺡ ﻗﻠﻴﻶ
ﻭ ﻛﺄﻥ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻛﺎﻟﺨﻨﺠﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ
ﻭ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﻟﺒﺪﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻣﻊ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ
ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻘﺘﺤﻤﺔ ﻧﻔﺴﻲ
ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺩﺍﻣﺖ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺛﻮﺍﻥ
ﻭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﻩ ﺗﻌﺠﺰ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺎﺗﻲ ﻋﻦ
ﻭﺻﻒ ﻣﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﻟﻪ
ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻧﻲ ﺇﻋﺘﺪﺕ ﺃﻥ ﺃﺭﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ
ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺸﺮﻗﻪ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻣﺘﺄﻟﻘﺔ ﻓﺮﺣﺔ
ﻧﻌﻢ ﻟﻢ ﺃﻋﻬﺪ ﺃﻥ ﺍﺭﻱ ﻋﻴﻨﺎ ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ
ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﻪ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ ﻭ ﺣﺰﻳﻨﻪ
ﻫﻲ ﺟﻠﺴﺖ ﺑﻘﺮﺑﻲ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺩﻗﻴﻘﺔ
ﻭ ﻟﻢ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻗﻂ ﻟﻘﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻘﺪ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺬﻟﻚ
ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﺄﻧﻲ ﺃﺣﺲ ﺑﺒﻜﺎﺀﻫﺎ
ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺗﺨﺮﺟﺎﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺘﺎ
ﺗﺤﺒﺴﺎﻧﻪ .. ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﺭﺍﺣﺘﻬﺎ
ﻭ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﻗﻮﻝ ﺷﺊ ﻟﻬﺎ ﻓﺄﻧﺎ
ﻟﻢ ﺃﻋﺘﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺿﻌﻴﻔﺂ ﺍﻣﺎﻡ ﺩﻣﻮﻉ
ﺃﻧﺜﻲ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻓﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ
ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﺤﺲ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﺣﻴﺪ
ﻓﻘﺪ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﻭﺍﺟﻪ ﺷﻌﻮﺭﺁ ﺃﻗﻮﻯ
ﻣﻤﺎ ﺃﻟﻔﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺣﺘﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻛﺎﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﺃﻥ ﺃﺗﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ
ﻭ ﺃﻥ ﺃﺗﻔﻠﺴﻒ ﺑﺎﻟﻐﻪ ﻛﻤﺎ ﺇﻋﺘﺪﺗﻢ ﻣﻨﻲ
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺷﺌﺂ ﻣﺎ ﻣﻨﻌﻨﻲ .. ﺷﻴﺌﺂ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ
ﻟﻲ ﻛﻦ ﺻﺮﻳﺤﺂ ﻛﻦ ﻭﺍﺿﺤﺂ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺘﻜﺘﺒﻪ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ
إرسال تعليق