ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺩﺍﺧﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ
ﻣﻊ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻣﻮﺳﻲ
ﻟﻢ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺁﺧﺬ ﻣﻌﻨﻲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺣﺮﻓﻴﺂ ﻭ ﻟﻢ ﺃﺭﺩ ﺃﻥ
ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ " ﺍﻟﺪﺍﻳﻔﺮﺳﺘﻲ "
ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﺘﺎﺩﺓ ﻭ ﺣﺘﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﺧﺬ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺃﻋﻤﻖ ﻭ ﻟﻜﻨﻲ
ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻴﺒﺪﻭﺍ ﺛﺮﺛﺮﺓ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻏﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ
ﻣﻌﺘﻮﻩ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺣﺎﻭﻟﺖ
ﺃﻥ ﺃﺟﺪ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﺤﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ
" ﺍﻟﺪﺍﻳﻔﺮﺳﺘﻴﺔ " ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻚ
ﺗﺤﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﻗﻬﻮﺓ ﻣﻜﺴﻮﺭ
ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺂ ﻣﺘﺴﻘﺂ
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺮﻕ ﻣﻨﻚ
ﻗﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﺴﺎﺭﺁ
ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ .
ﺃﻧﺖ ﺗﺴﻤﻊ ﻋﻦ " ﺍﻟﺪﺍﻳﻔﺮﺳﺘﻴﻪ "
ﻭ ﻟﻜﻨﻚ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻛﺒﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ
ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺷﻖ ﻋﺮﻳﺾ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﻳﺴﺮﺏ ﺍﻟﻘﻌﻮﺓ ﺷﻴﺌﺂ ﻓﺸﻴﺌﺎ
ﻭ ﻛﺄﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﺎﺕ
ﻭ ﺗﻌﻔﻨﺖ ﺟﺜﺘﻪ ﺗﻤﺎﻣﺂ
ﻭ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺭﻭﻋﺔ
" ﺍﻟﺪﺍﻳﻔﺮﺳﺘﻴﻪ " ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ
ﻭﺍﺿﺤﺂ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ
ﻣﺤﺎﻭﻵ ﻗﻮﻝ ﺃﻱ ﺷﺊ ﻟﻴﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺩﻭﺭﻩ
ﺇﻥ ﺭﻭﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﻛﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻭﻳﺔ
ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﺇﻥ ﺳﺮﻗﺘﻬﺎ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ
ﻛﺎﻟﺠﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻠﻞ ﺑﺒﻄﺊ
ﻛﻼﻫﻤﺎ ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ
ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﺜﺒﺘﺎﻥ ﺃﻥ ﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩﻳﺔ
" ﺍﻟﺪﺍﻳﻔﺮﺳﺘﻴﻪ " ﻓﻲ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ
ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻲ ﻧﻤﻄﻴﻪ ﻋﻤﻞ ﻋﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﺗﺒﻘﻲ ﻧﻤﻄﻴﻪ ﺗﺤﻠﻞ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺠﻨﺲ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻛﻨﺖ ﺃﻭﺩ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺯﻣﻼﺋﻲ
ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺃﺗﻤﻌﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ
ﺃﻛﺘﺸﻒ ﺃﻥ " ﺍﻟﺪﺍﻳﻔﺮﺳﺘﻴﻪ " ﻭ ﺃﻥ ﻧﻤﻂ
ﺃﻓﻜﺎﺭﻱ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺜﺮﺛﺮﺓ
ﺍﻟﻤﻌﺘﻮﻫﻪ ﻭ ﻻ ﺃﺣﺪ ﺳﻴﻔﻬﻢ ﺷﻴﺌﺂ ﻣﻦ
ﻣﻦ ﺛﺮﺛﺎﺭ ﻳﺼﻔﻪ ﺃﺳﺘﺎﺫﻩ ﺑﺎﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ
ﺇﺫﺁ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻔﻖ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻗﻞ
ﻓﻲ ﺃﻥ " ﺍﻟﺪﺍﻳﻔﺮﺳﺘﻴﺔ " ﺳﺎﺣﺮﺓ
ﻭ ﺍﻟﺜﺮﺛﺮﺓ ﺍﻟﻤﺒﻬﻤﺔ ﻓﻠﺴﻔﺔ
ﻭ ﺃﻧﻤﺎﻁ ﺗﻔﻜﻴﺮﻧﺎ ﻭ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﻳﺠﺐ
ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻻ ﺗﻈﻞ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻷﻣﺲ
إرسال تعليق