ﺇﻥ ﻋﺎﺻﻤﺘﻨﺎ ﻣﻐﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺨﺒﺎﺀ ﻭ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ ﻣﺤﺸﻮﺓ ﺑﺎﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭ ﻣﺎ ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﺃﻧﻘﺎﺽ ﻓﺘﺎﺕ ﻭ ﺃﻧﻴﻦ ﺃﻣﻞ ﻭ ﺭﻭﺡ ﻣﻐﻤﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺏ .
ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﻘﻒ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺷﺒﻪ ﺷﺎﻣﺨﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ؟ ! ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺭﺍﺣﺔ ﺍﻷﺷﻘﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ؟ ! ﺃﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﻗﻠﻨﺎ .
ﺃﻧﺘﻢ ﻳﺎ ﺷﺒﺎﺏ ﺑﻠﺪﻱ ﻗﺎﺩﺗﻜﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﺛﻢ ﺗﻠﻘﻔﺘﻜﻢ ﻃﺮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﺘﻮﻳﺔ ﻓﺼﺮﺗﻢ ﺃﺟﺴﺎﺩﺁ ﺗﻨﺎﻡ ﻭ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭ ﺗﺘﻘﺎﺫﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭ ﺗﻬﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .
ﻭ ﻟﻮ ﺗﻔﻜﺮﺗﻢ ﻟﻮﺟﺪﺗﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻧﻴﻠﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺮﻱ ﺑﻜﻞ ﺃﺭﺿﻨﺎ ﻣﺘﺪﻓﻘﺂ ﻭ ﻣﻨﺘﺸﻴﺂ ﻭ ﺣﺎﻣﻶ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﻭ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ﻭ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﻬﺠﺮﺗﻤﻮﻩ ﻭ ﺑﺪﺃﺗﻢ ﺗﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻨﻘﻌﺎﺕ ﺗﺪﺏ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺀﻫﺎ ﺃﻭﺍﺻﺮ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭ ﺣﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺒﻮﺅﺱ ﻭ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺤﻮﻟﺘﻢ ﺍﻟﻲ ﺷﺒﺎﺏ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻭ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ .. ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭ ﻻ ﻳﺴﺒﺢ ﺑﺈﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﻴﻞ .
ﺛﻢ ﻏﺼﺘﻢ ﺍﻟﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﻓﺒﺪﺃﺗﻢ ﺗﻜﺮﻫﻮﻥ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ ﻭ ﺗﺤﺘﻘﺮﻭﻥ ﺃﺭﺿﻜﻢ ﻭ ﻭﻃﻨﻴﺘﻜﻢ ﻭ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﻴﺮﺍﺝ ﻷﻧﻜﻢ ﺻﺮﺗﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﻟﻸﺭﺽ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺤﺴﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ .. ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ .
ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﻘﻒ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺷﺒﻪ ﺷﺎﻣﺨﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ؟ ! ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺭﺍﺣﺔ ﺍﻷﺷﻘﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ؟ ! ﺃﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﻗﻠﻨﺎ .
ﺃﻧﺘﻢ ﻳﺎ ﺷﺒﺎﺏ ﺑﻠﺪﻱ ﻗﺎﺩﺗﻜﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﺛﻢ ﺗﻠﻘﻔﺘﻜﻢ ﻃﺮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﺘﻮﻳﺔ ﻓﺼﺮﺗﻢ ﺃﺟﺴﺎﺩﺁ ﺗﻨﺎﻡ ﻭ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭ ﺗﺘﻘﺎﺫﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭ ﺗﻬﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .
ﻭ ﻟﻮ ﺗﻔﻜﺮﺗﻢ ﻟﻮﺟﺪﺗﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻧﻴﻠﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺮﻱ ﺑﻜﻞ ﺃﺭﺿﻨﺎ ﻣﺘﺪﻓﻘﺂ ﻭ ﻣﻨﺘﺸﻴﺂ ﻭ ﺣﺎﻣﻶ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﻭ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ﻭ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﻬﺠﺮﺗﻤﻮﻩ ﻭ ﺑﺪﺃﺗﻢ ﺗﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻨﻘﻌﺎﺕ ﺗﺪﺏ ﻓﻲ ﺃﺣﺸﺎﺀﻫﺎ ﺃﻭﺍﺻﺮ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭ ﺣﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺒﻮﺅﺱ ﻭ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺤﻮﻟﺘﻢ ﺍﻟﻲ ﺷﺒﺎﺏ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻭ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ .. ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭ ﻻ ﻳﺴﺒﺢ ﺑﺈﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﻴﻞ .
ﺛﻢ ﻏﺼﺘﻢ ﺍﻟﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﻓﺒﺪﺃﺗﻢ ﺗﻜﺮﻫﻮﻥ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ ﻭ ﺗﺤﺘﻘﺮﻭﻥ ﺃﺭﺿﻜﻢ ﻭ ﻭﻃﻨﻴﺘﻜﻢ ﻭ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﻴﺮﺍﺝ ﻷﻧﻜﻢ ﺻﺮﺗﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﻟﻸﺭﺽ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺤﺴﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ .. ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ .
إرسال تعليق