-->
سجين اوراق قلب سجين اوراق قلب
عمر محمد عطيه

‎ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻻ ﺗﺤﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ، ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺗﻐﺬﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﻷﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﺫﻵ ﻭ ضعفآ، ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻻ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺸﻚ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻮﻥ ﻭ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﻓﻜﺮﺁ ﻭ ﺭﻭﺣﺂ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ﻓﺨﺮﺁ ﺑﻬﺎ.


recent

: منوعات

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

ﺗﺬﻛﺮﺗﻚ ﻓﺄﺷﺘﻘﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﺎﻳﺎ

ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻠﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻗﻠﺒﻚ ﺷﻴﺌﺂ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .. ﺗﺬﻛﺮﺗﻚ .. ﻓﺄﺷﺘﻘﺖ ﺇﻟﻴﻚ
ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﺻﺎﺩﻕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ .. ﻟﻦ ﺃﻛﺬﺏ ﻋﻠﻴﻚ ﻭ ﺃﻗﻮﻝ
ﺃﻧﻚ ﺩﻭﻣﺂ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﻭ ﺃﻧﻚ ﺩﺍﺋﻤﺂ ﻣﺎ ﺗﻤﺮﻳﻦ ﺑﻤﺨﻴﻠﺘﻲ
ﻟﻜﻦ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻘﻂ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴﻲ ﺟﻴﺪﺁ .. ﺍﻋﺮﻑ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺎﺑﻨﻲ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﺬﻛﺮﻱ ﺑﺸﺨﺺ ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺭﻗﻴﻖ ﻭ ﺃﻧﻴﻖ
ﻓﻲ ﻃﻠﺘﻪ ﻭ ﺷﻜﻠﻪ ﻣﺜﻠﻚ ﺇﺫ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺭﺍﻙ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺣﻴﺚ
ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻔﻮﺿﻰ ﻛﻔﺘﺎﺓ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﻤﻌﻨﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭ ﻟﻴﺴﺖ
ﻛﻔﺘﺎﺓ ﻣﻦ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺪﻫﻮﻥ .. ﻛﻐﺘﺎﺓ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ
ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺑﺬﻟﻚ ﻭ ﻳﺴﺮﻧﻲ ﺟﺪﺁ ﺃﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﻟﻲ ﺭﻓﻴﻘﺔ
ﺗﺮﻱ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﺃﻧﺎ .
ﻛﻢ ﻫﻮ ﺟﻤﻴﻞ ﻭ ﻛﻢ ﻫﻮ ﻣﺤﺰﻥ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺧﺎﻭﻳﺂ
ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻪ ﻭ ﻛﻢ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺨﻴﻔﺂ ﺃﻥ ﺗﻤﺮ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﺪﺍﻛﻨﻪ ﻋﺒﺮ ﺷﺎﺭﻉ
ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﺃﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻓﻴﻨﻬﺎ ﺍﻻﻥ
ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻨﻲ ؟ !
ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺑﺤﺮﻱ ﺟﻴﺪﺁ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺮﺳﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻄﻴﻦ ﻋﺮﻳﻀﻴﻦ ﺍﺣﺪﻫﻤﺎ
ﺷﺮﻗﺂ ﺛﻢ ﻏﺮﺑﺂ ﻭ ﺍﻻﺧﺮ ﺷﻤﺎﻵ ﺛﻢ ﺟﻨﻮﺑﺂ ﻳﺘﻘﺎﻃﻌﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ
ﺑﺸﻤﺒﺎﺕ ﺣﻴﺚ ﺩﻭﻣﺂ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺸﻤﺴﺂ ﻭ ﺑﺮﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﺗﻈﻞ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻣﺨﻀﺮﺓ ﻭﺭﺍﻓﺔ ﺍﻟﻈﻼﻝ .. ﻓﻬﻞ ﺳﻘﻄﺖ ﺍﻻﻭﺭﺍﻕ
ﺍﻻﻥ ﻛﻠﻬﺎ ؟ ! .
ﺻﺪﻗﻴﻨﻲ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻻﺷﺠﺎﺭ ﺟﺮﺩﺍﺀ ﻭ ﺻﺎﺭﺕ
ﺍﻟﺸﻮﺭﺍﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻠﻜﻬﺎ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺳﻮﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺘﻲ
ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﻟﻨﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ .. ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺻﺮﻳﺤﺂ ﻣﻌﻚ
ﻳﻨﺘﺎﺑﻨﻲ ﺍﻵﻥ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺠﺮ ﻭ ﻧﻮﻋﺂ ﻣﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻓﻘﺪ ﺑﺖ ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺭﻭﺣﻲ ﻏﺼﺔ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﻭ ﻟﻌﻞ
ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﺗﺬﻛﺮﻙ ﻭ ﺍﻋﻠﻢ ﺟﻴﺪﺁ ﺃﻧﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺰﻥ ﻋﺎﺑﺮﺓ
ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺎﺩﻣﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﺖ ﺍﻭ ﺭﺑﻤﺎ
ﺍﻻﻥ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻟﻜﻦ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ .
ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﻪ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﻴﻞ .. ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ ﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ
ﻋﻨﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻗﺮﺏ ﻛﺒﺮﻱ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ ﻭ ﺭﺃﻳﺖ ﻫﻨﺎﻙ
ﻓﺘﺎﺓ ﺑﺪﺕ ﻟﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺸﺒﻬﻚ ﺗﻤﺎﻣﺂ .. ﺗﺸﺒﻬﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻣﻪ
ﻭ ﺗﺸﺒﻬﻚ ﻓﻲ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﻭ ﺗﺸﺒﻬﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻭ ﺍﻻﻧﻒ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ
ﻭ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ .. ﺭﺟﻌﺖ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻱ
ﻭ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻟﻤﺎﺫﺍ .
ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﻧﺘﺎﺝ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺳﺘﺮﺳﻠﻴﻦ
ﻟﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻋﺘﺪﺕ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ ﻭ ﺃﻋﺪﻙ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﺷﺘﺮﻳﻬﺎ
ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺃﺧﺮﻱ .

إرسال تعليق

التعليقات



اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جميع الحقوق على

سجين اوراق قلب

2024 - 2017 محفوظة لصاحبها عمر محمد عطيه