ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
"ﺷﻮﻑ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ
ﻳﺎ ﻧﻄﺒﺦ ﺳﻮﺍ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ
ﻳﺎ ﻧﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ"
ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﺮﺡ ﻟﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ
ﻃﺒﺦ ﺍﻟﺮﺟﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ
ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺻﻮﻟﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺡ
ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻞ ﻭ
ﺍﻟﻤﺠﻔﻒ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ
ﻭ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺇﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻧﻬﺎ
ﺗﻌﺮﻑ ﻓﻘﻂ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻷﺭﺯ
ﻭ ﺻﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻛﻮﺓ ﻭ ﺍﻋﺪﺍﺩ
ﺍﻟﻔﻮﻝ ﺑﻤﻠﺢ ﺯﺍﺋﺪ
ﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺄﻝ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ
ﺃﻣﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ
ﻟﺘﺴﺘﻌﺮﺽ ﺑﺸﺮﺣﻬﺎ ﻛﺄﻧﻬﺎ
ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﺦ
ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻻﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ
ﻟﻢ ﺃﺷﻌﺮﻫﺎ ﺃﺑﺪﺁ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻓﻀﻞ
ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺮ ﻭ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ
ﺍﻻﺳﺘﺎﺫﺓ ﻭ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ
ﻭ ﻛﻨﺖ ﺩﺍﺋﻤﺂ ﻣﺎ ﺃﺗﺸﺠﺎﺭ ﻣﻌﻬﺎ
ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﺩﻳﺮ ﻟﻜﻞ ﻃﺒﺨﺔ
ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻬﺎ " ﺃﻣﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺗﻜﻔﻲ ﻣﻠﻌﻘﺔ ﺻﻐﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﻭ ﺃﻻ ﻧﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺖ "
ﻓﺘﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻳﺮﻳﺤﻨﺎ
ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻭ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ
ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﻢ
ﺛﻢ ﺗﺨﺘﻢ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﻭﺻﻔﺎﺗﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﻣﻦ
ﻭﺍﻟﺪﺗﻚ ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻧﻄﺒﺦ ﻣﻌﺂ
ﻓﻠﻮ ﻇﻠﻠﺖ ﺗﺸﺎﺟﺮﻧﻲ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﻴﻦ
ﻣﻘﺎﺩﻳﺮﻱ ﻭﺍﻟﺪﺗﻚ ﻭ ﻣﻘﺎﺩﻳﺮﻱ
ﺳﻮﻑ ﺃﺿﻤﻦ ﻟﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻮﻑ ﻧﻤﻮﺕ
ﻣﻌﺂ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ .
ﻭ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻲ ﺩﻋﻮﺓ
ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﻛﺒﺮﻱ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ
ﻭ ﺃﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻃﺒﺨﺖ ﻟﻲ
ﺷﻴﺌﺂ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻃﺒﺨﺖ ﻟﻲ ﺧﻀﺮﺓ
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭ ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻋﻦ
ﺭﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺮ
ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺃﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﺳﺎﻧﺪﻭﻳﺘﺶ
ﺍﻟﻄﻌﻤﻴﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﺎ
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﻭ ﺃﺑﺘﺴﻤﺖ ﻗﺎﺋﻠﺔ
ﺇﺫﺁ ﻟﻘﺪ ﺃﻋﺠﺒﺘﻚ .
ﺇﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﺻﺪﻓﺔ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ
ﺃﻳﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪﺁ
ﺻﺎﻓﺤﺘﻬﺎ ﻭ ﺳﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ
ﺃﻣﻀﻴﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻭ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺇﺳﺘﻌﺪﻧﺎ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﺦ
ﻣﻌﺂ ﺃﺣﻴﺎﻧﺂ ﻧﻀﺤﻚ ﻭ ﺃﺣﻴﺎﻧﺂ ﻧﺼﻤﺖ
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺧﻄﻴﺒﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺟﻴﺪ
ﻭ ﻳﻌﺎﻣﻠﻨﻲ ﻛﺄﻥ ﻻ ﺃﻧﺜﻲ ﺳﻮﺍﻱ
ﻋﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺭﺽ
ﻭ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ
ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻭ ﻟﻦ ﻳﺤﺒﻪ
إرسال تعليق